فصل [٢١]
اعلم : أنّ الله ـ عزوجل ـ لا يفعل بعباده إلّا ما هو أصلح لهم ، لأنّه سبحانه لطيف بعباده ، رءوف بهم ، وهو قادر حكيم.
روي في التوحيد (١) بإسناده عن النبي صلىاللهعليهوآله ، عن جبرئيل عليهالسلام ، عن الله ـ تبارك وتعالى ـ : ـ قال ـ : «قال الله عزوجل : من أهان لي وليّا فقد بارزني بالمحاربة ، وما تردّدت في شيء أنا فاعله ما تردّدت في (٢) قبض نفس المؤمن ؛ يكره الموت ، وأكره مساءته ـ ولا بدّ له منه ـ
وما تقرّب إليّ عبد بمثل أداء ما افترضت عليه ، ولا يزال عبدي يتنفّل لي حتّى احبّه ، ومتى أحببته كنت له سمعا وبصرا ، ويدا ومؤيّدا ، إن دعاني أجبته ، وإن سألني أعطيته ؛
وإنّ من عبادي المؤمنين لمن يريد الباب من العبادة فأكفّه عنه لئلّا يدخله عجب فيفسده ، وإنّ من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلّا بالفقر ، ولو أغنيته لأفسده ؛ وإنّ من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلّا بالغناء ، ولو أفقرته لأفسده ذلك ؛ وإنّ من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلّا بالسقم ، ولو صحّحت جسمه لأفسده ذلك ؛ وإنّ من
__________________
(١) ـ التوحيد : باب أنّ الله لا يفعل بعباده إلا الأصلح لهم ، ٣٩٨. علل الشرائع : باب (٩) علة خلق الخلق واختلاف أحوالهم ، ١ / ١٢ ، ح ٧. عنه البحار : ٥ / ٢٨٣ ، ح ٣.
وجاء ما يقرب منه في الكافي : كتاب الإيمان والكفر ، باب من آذى المسلمين ، ٢ / ٣٥٠ ـ ٣٥٣ ح ١ ـ ١١.
(٢) ـ نسخة : عن (هامش النسخة).