فقد زعم أنّ إرادته تغلب إرادة الله ـ تعالى عمّا يقولون ـ هذا.
وقد ثبت أنّ الأجسام تحت قهر الطبائع ، والطبائع تحت قهر النفوس ، والنفوس تحت قهر العقول ، والعقول تحت قهر كبرياء الأوّل ، وهو الله الواحد القهّار.
ومن وجه آخر : إنّ الأرضيّات تحت تأثير السماوات ـ بإذن الله ـ والسماوات في ذلّ تسخير الملكوت ، والملكوت في قيد أسر الجبروت ، والجبروت مقهور بأمر الجبّار ، وهو الغالب على أمره ، و (الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ) [٦ / ١٨] ؛ فلا مؤثّر في الوجود سواه ، ولا فاعل غيره ؛ (وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ [يَوْمَ الْقِيامَةِ] وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ) [٣٩ / ٦٧] ، (وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ) [٧ / ٥٤] و (ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها) [١١ / ٥٦] ؛ أيدي الكلّ مغلولة بيد قدرته (وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ) [٣٧ / ٩٦] ، وأرجلهم معقولة بعقال مشيّته (هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) [١٠ / ٢٢] ، وآمالهم منقطعة إلّا بحوله وقوّته (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ) [١٠ / ١٠٧] ، (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ) [٣ / ١٦٠] ؛ (فَسُبْحانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ) [٣٦ / ٨٣] و (تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ) [٦٧ / ١].