فإنّ الله إذا أراد بعبد خيرا طيّب روحه ، فلا يسمع معروفا إلّا عرفه ، ولا منكرا إلّا أنكره ، ثمّ يقذف الله في قلبه كلمة يجمع بها أمره».
وعن النبي صلىاللهعليهوآله (١) : ـ «اعلم أنّ الامّة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك إلّا بشيء كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن يضرّوك ، لم يضرّوك إلّا بشيء كتبه الله عليك ؛ رفعت الأقلام وجفّت الصحف».
أقول : وتصديق ذلك في كتاب الله ـ عزوجل ـ قوله سبحانه : (قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللهُ لَنا هُوَ مَوْلانا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) [٩ / ١٥].
فصل (٢) [٢٠]
[القضاء لا تتخلف]
قد تبيّن بما ذكرنا أن لا رادّ لقضاء الله ، ولا معقّب لحكمه ، ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن ، لا ملجأ لعباده فيما قضى ، ولا حجّة لهم فيما ارتضى ، لم يقدروا على عمل ولا معالجة ممّا أحدث في أبدانهم المخلوقة ، إلّا بربّهم ، فمن زعم أنّه يقوى على عمل لم يرده الله عزوجل
__________________
(١) ـ الترمذي : كتاب صفة القيامة : الباب (٥٩) ، ٤ / ٦٦٧ ، ح ٢٥١٦. كنز العمال : ٣ / ١٠٢ ، ح ٥٦٩١. و ١٥ / ٨٦٣ ح ٤٣٤٣٥.
وجاء ما يقرب منه في شعب الإيمان : باب ٥ ، ١ / ٢١٧ ، ح ١٩٥. و ٢ / ٢٨ ، باب ١٢ ، ح ١٠٧٤. مستدرك الحاكم : كتاب معرفة الصحابة ، ٣ / ٥٤٢. الجامع الكبير : ٩ / ١٩٨ و ١٩٩ ، ح ٢٨٠٠٦ و ٢٨٠١١.
(٢) ـ عين اليقين : ٣٢٤.