أيّها الناس ـ إنّه لن يزداد امرؤ نقيرا بحذقه ، ولم ينقص امرؤ نقيرا بحمقه ؛ فالعالم بهذا ، العامل به ، أعظم الناس راحة في منفعة ؛ والعالم بهذا ، التارك له ، أعظم الناس شغلا في مضرّة ، وربّ منعم عليه مستدرج بالإحسان إليه ، وربّ مغرور في الناس مصنوع له.
فأفق أيّها الساعي من سعيك ، واقصر من عجلتك ، وانتبه من سنة غفلتك ، وتفكّر فيما جاء عن الله ـ عزوجل ـ على لسان نبيّه ـ صلوات الله عليه ـ ...» ـ الحديث.
وبإسناده (١) عن ثابت بن سعيد (٢) ـ قال : ـ قال أبو عبد الله عليهالسلام : «يا ثابت ـ ما لكم والناس؟ كفّوا عن الناس ، ولا تدعوا أحدا إلى أمركم ، فو الله لو أنّ أهل السماوات وأهل الأرضين اجتمعوا على أن يهدوا عبدا يريد الله ضلالته ما استطاعوا على أن يهدوه ، ولو أنّ أهل السماوات وأهل الأرضين اجتمعوا على أن يضلّوا عبدا يريد الله هداه ، ما استطاعوا أن يضلّوه ؛
كفّوا عن الناس ولا يقول أحد : عمّي وأخي وابن عمّي وجاري ؛
__________________
(١) ـ الكافي : كتاب التوحيد ، باب الهداية ، ١ / ١٦٥ ، ح ١. وكتاب الإيمان والكفر ، باب في ترك دعاء الناس ، ٢ / ٢١٣ ، ح ٢. عنه البحار : ٦٨ / ٢٠٨ ، ح ١٢. المحاسن : كتاب مصابيح الظلم ، باب الهداية من الله عزوجل : ١ / ٢٠٠ ، ح ٣٤. عنه البحار : ٥ / ٢٠٣ ، ح ٣٠. وورد ما يقرب منه فيما رواه الحراني (تحف العقول : ٣١٢) ضمن وصيته عليهالسلام لمؤمن الطاق ، وأورده عنه البحار : ٧٨ / ٢٩١ ، ح ٢.
(٢) ـ كذا ورد في الكافي : ١ / ١٦٥. ولكن في ٢ / ٢١٣ منه وكذا في المحاسن : «ثابت أبي سعيد» ولعلهما صحيحان ، أو أحدهما محرف ، وكذا ما في البحار (٦٨ / ٢٠٨) : «ثابت بن أبي سعيدة». ولم يذكروا عنه شيئا غير روايته هذا عن الصادق عليهالسلام التي يفيد كونه من خواصّه عليهالسلام ، غير أنّ فيه كون الممدوح نفس الراوي.