الله ـ بيّن لنا ديننا كأنّا خلقنا الآن ، ففيم العمل اليوم؟ فيما جفّت به الأقلام وجرت به المقادير؟ أم فيما يستقبل»؟
قال : «بل فيما جفّت به الأقلام ، وجرت به المقادير».
قال : «ففيم العمل»؟
قال : «اعملوا ، فكلّ ميسّر لما خلق له ، وكل عامل بعمله».
فعلّقنا بين الأمرين : رهّبنا بسابق القدر ، ثمّ رغّبنا في العمل ، ولم يترك أحد الأمرين للآخر ، فقال : «كلّ ميسّر لما خلق له» ، يريد أنّه ميسّر في أيّام حياته للعمل الذي سبق إليه القدر قبل وجوده ؛ ولم يقل «مسخّر» لكيلا يغرق في لجّة القضاء والقدر.
وسئل النبي صلىاللهعليهوآله (١) : «أنحن في أمر فرغ منه أو أمر مستأنف»؟
قال : «في أمر فرغ منه ، وفي أمر مستأنف».
وسئل (٢) : «هل يغيّر الدواء والرقية (٣) من قدر الله»؟
__________________
(١) ـ ورد الحديث بألفاظ مختلفة ، وفي الجواب عن سؤال عدة من الصحابة ـ منهم عمر وأبو بكر وسراقة بن مالك وأبو الدرداء وغيرهم ـ ولم أعثر على قوله صلىاللهعليهوآله «وفي أمر مستأنف»
راجع المسند : ١ / ٦ و ٢٩. ٢ / ٥٢ و ٧٧. ٣ / ٣٠٤. ٦ / ٤٤١. الترمذي : كتاب التفسير ، سورة هود ، ٥ / ٢٨٩ ، ح ٣.
(٢) ـ جاء في ابن ماجة (كتاب الطب ، باب (١) ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء ، ٢ / ١١٣٧ ، ح ٣٤٣٧) : «سئل رسول الله صلىاللهعليهوآله : أرأيت أدوية نتداوي بها ، ورقى نسترقي بها وتقى نتقيها ، هل تردّ من قدر الله شيئا؟ قال : هي من قدر الله».
ومثله في الترمذي : كتاب القدر ، الباب (١٢) : ٤ / ٤٥٣ ، ح ٢١٤٨.
ويقرب منه ما في المعجم الكبير : ٣ / ١٩٢ ، ح ٣٠٩٠. و ٦ / ٤٨ ، ح ٥٤٦٨.
(٣) ـ الرقية : ما يقرأ من الدعاء والعزائم ويعوذ به.