الحقائق والأسباب القصوى للأشياء ـ كالدجّال حيث يقول (١) : «أنا ربّكم الأعلى».
وأمّا الجبريّة فباليسرى ، أي الأضعف ، الذي به يدرك الظواهر والأسباب القريبة ، ـ كإبليس ، حيث قال : (رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي) [١٥ / ٣٩].
وأمّا من نظر حقّ النظر ، فقلبه ذو عينين ، يبصر الحقّ باليمنى ، فيضيف الأعمال كلّها إلى الله سبحانه : (قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللهِ) [٤ / ٧٨] ؛
ويبصر الخلق باليسرى فيثبت تأثيرهم في الأعمال ؛ (ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداكَ) (٢) [٢٢ / ١٠] ؛ لكن بالله ـ عزوجل ـ لا بالاستقلال : «لا حول ولا قوّة إلّا بالله» ؛
فيتحقّق بمعنى قول مولانا الصادق عليهالسلام (٣) : «لا جبر ولا تفويض ، بل أمر بين أمرين» فيتذهّب به ـ وذلك الفوز الكبير.
* * *
__________________
(١) ـ راجع كمال الدين : باب حديث الدجال ، ٥٢٧. عنه البحار : ٥٢ / ١٩٤ ، ح ٢٦.
(٢) ـ في النسخة : «ذلك بما كسبت يداك». والصحيح ما أثبتناه.
(٣) ـ مضى في الفصل العاشر من هذا الباب. راجع أيضا : عيون أخبار الرضا عليهالسلام : الباب (١١) ، ١ / ١٢٤ ، ح ١١. معاني الأخبار : باب معنى قول الصادق عليهالسلام : الترتر حمران : ٢١٢. البحار : ٦٩ / ٤ ، ح ٤.