ذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) [٥١ / ٥٥]».
ثمّ قال عليهالسلام : «لقد أخبرني أبي عن آبائه ، عن رسول الله صلى الله عليهم ـ قال ـ : «إنّ الله ـ عزوجل ـ أوحى إلى نبيّ من أنبيائه أن أخبر فلان الملك أنّي متوفّيه إلى كذا وكذا ؛ فأتاه ذلك النبيّ فأخبره ؛ فدعا الله الملك ـ وهو على سريره ـ حتّى سقط من السرير ، فقال : يا ربّ أجّلني حتّى يشبّ طفلي وأقضي أمري ؛ فأوحى الله إلى ذلك النبيّ أن ائت الملك فأعلمه أنّي قد أنسيت في أجله ، وزدت في عمره خمس عشرة سنة. فقال ذلك النبيّ : «يا ربّ إنّك لتعلم أنّي لم اكذب قطّ». فأوحى الله ـ عزوجل ـ : إنّما أنت عبد مأمور ، فأبلغه ذلك ، والله لا يسأل عمّا يفعل».
أقول : هذا الخبر لا ينافي قول الباقر عليهالسلام ـ في الحديث السابق : ـ «فما علّمه ملائكته ورسله ، فإنّه سيكون ، لا يكذّب نفسه ولا ملائكته ولا رسله» ؛ لأنّ مثل ذلك ليس فيه تكذيب في الحقيقة ، فإنّ إخبارهم بالشيء قد يكون من اللوح المحفوظ ، فيكون حتما ، وقد يكون من لوح المحو والإثبات ، فيكون موقوفا ، ولا يحكمون في الثاني على القطع ، إلّا نادرا ؛ يدلّ على ذلك حديث أشراط الساعة ـ كما يأتي ذكره في بابه ـ إن شاء الله ـ.
والأخبار في البداء عن أهل البيت ـ عليهمالسلام ـ كثيرة.
وأمّا نسبة التردّد إلى الله ـ سبحانه ـ فمتّفق عليه بين الخاصّة والعامّة.