فصل [٤]
[البداء في الروايات]
اعلم أنّ القول بجواز البداء على الله ـ عزوجل ـ من خواصّ أهل البيت ـ صلوات الله عليهم ـ وشيعتهم ـ رضي الله عنهم ـ :
روي في كتابي الكافي والتوحيد (١) بإسناده عن مولانا الصادق عليهالسلام أنّه قال : «ما عبد الله بشيء مثل البداء».
وفي رواية صحيحة عنه عليهالسلام (٢) : «ما عظّم الله بمثل البداء».
وفي اخرى صحيحة (٣) ـ في هذه الآية : (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ
__________________
(١) ـ الكافي : باب البداء ، ١ / ١٤٦ ، ح ١ ، عن أحدهما عليهماالسلام.
التوحيد : باب البداء : ٣٣٢ ، ح ١. عنه البحار : ٤ / ١٠٧ ، ح ١٩.
(٢) ـ الكافي : الصفحة السابقة (ح ١).
التوحيد : باب البداء : ٣٣٣ ، ح ٢. عنه البحار : ٤ / ١٠٧ ، ح ٢٠.
(٣) ـ الكافي : ١ / ١٤٧ ، ح ٢. التوحيد : الصفحة السابقة ، ح ٤. عنه البحار : ٤ / ١٠٨ ، ح ٢٢. العياشي : سورة الرعد ، الآية ٣٩ ، ٢ / ٢١٥ ، ح ٦٠ ، بتقديم وتأخير في اللفظ. عنه البحار ٤ / ١١٨ ، ح ٥٣.
والرواية صحيحة على اصطلاح المؤلف ـ راجع الاصول الأصيلة : ٥٨ ـ وإلا فقد نصّ المجلسي (مرآة العقول : ٢ / ١٣٧) في هذه وتاليتها على أنهما حسنتان.
ثم إنه ورد الرواية ـ بلفظها مع إضافات ـ عن الإمام العسكري عليهالسلام أيضا ، رواها الراوندي في الخرائج (أعلام الإمام العسكري عليهالسلام : ٢ / ٦٨٧ ، ح ١٠) عنه البحار : ٤ / ٩٠ ، ح ٣٣ ، و ٥٠ / ٢٥٧ ، ح ١٤ : «ومنها ما قال أبو هاشم : سأله محمّد بن صالح الأرمني عن قوله تعالى : (يَمْحُوا اللهُ ...) فقال : هل يمحو إلا ما كان؟ وهل يثبت إلا ما لم يكن؟ فقلت في نفسي : «هذا خلاف قول هشام بن الحكم : إنه لا يعلم بالشيء حتّى يكون». فنظر إليّ ، فقال : «تعالى الجبّار العالم بالأشياء قبل كونها». ـ