سمّي فعله إحياء ، وإذا كان هو الموت ، سمّي فعله إماتة ، ولا خالق للموت والحياة إلّا الله ـ تعالى ـ فلا مميت ولا محيي إلّا الله.
وقد سبقت الإشارة إلى معنى الحياة في الاسم «الباعث».
الحيّ
هو الفعّال الدرّاك ، حتّى أنّ من لا فعل له أصلا ولا إدراك فهو ميّت ؛ وأقلّ درجات الإدراك أن يشعر المدرك بنفسه ، فما لا يشعر بنفسه ، فهو الجماد الميّت (١) ، فالحيّ الكامل المطلق الذي يندرج جميع المدركات تحت إدراكه ، وجميع الموجودات تحت فعله ، حتّى لا يشذّ عن علمه مدرك ولا عن فعله مفعول ؛
وذلك الله ـ تعالى ـ فهو الحيّ المطلق ، وكلّ ما سواه فحياته بقدر إدراكه وفعله ، وكلّ ذلك محصور في قلّته. ثمّ إنّ الأحياء يتفاوتون فيه ، فمراتبهم بقدر تفاوتهم.
القيّوم
اعلم أنّ الأشياء تنقسم إلى ما يفتقر إلى محل ، كالأعراض والأوصاف ، فيقال فيها : «إنّها ليست قائمة بأنفسها» ؛ وإلى ما لا يحتاج إلى محلّ ـ فيقال : «إنّه قائم بنفسه» كالجوهر ؛ إلّا أنّ الجوهر وإن قام بنفسه مستغنيا عن محلّ يقوم به ، فليس مستغنيا عن امور لا بدّ منها
__________________
(١) ـ المصدر : فهو الجماد والميت.