شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) [٢٨ / ٨٨] ؛ وهو كذلك أزلا وأبدا ، ليس كذلك في حال دون حال ، لأنّ كلّ شيء سواه ـ أزلا وأبدا ـ من حيث ذاته لا يستحقّ الوجود ، ومن جهته يستحقّ ، فهو باطل بذاته ، حقّ بغيره.
وعند هذا يعرف أنّ الحقّ المطلق هو الموجود الحقيقي بذاته ، الذي منه يأخذ كلّ حقّ حقيقته.
وقد يقال ـ أيضا ـ للمعقول الذي صادف به العقل «الموجود» ، حتّى ظنّ طائفة أنّه حقّ ، فهو من حيث ذاته يسمّى موجودا ، ومن حيث إضافته إلى العقل الذي أدركه على ما هو عليه ، يسمّى حقّا ؛ فإذن أحقّ الموجودات بأن يسمّى «حقّا» هو الله ـ تعالى ـ وأحقّ المعارف بأن يكون حقا هو معرفة الله وإنّه حقّ في نفسه ، أي مطابق للمعلوم ـ أزلا وأبدا ـ
وقد يطلق على الأقوال فيقال : «قول حقّ» و «قول باطل» ، وعلى ذلك فأحقّ الأقوال قول «لا إله إلّا الله» ، لأنّه صادق أبدا وأزلا ، لذاته لا لغيره.
وحظّ العبد من هذا أن يرى نفسه باطلا ، ولا يرى غير الله حقّا.
الوكيل
هو الموكول إليه الامور ، فإن كان مستحقّا لأن يوكّل إليه الامور كلّها بذاته لا بالتوكيل والتفويض ، مليّا بالقيام بها ، وفيّا بإتمامها : فهو الوكيل المطلق ـ وليس إلّا الله سبحانه.
وحظّ العبد منه بقدر مدخله فيه.