والباعث من العباد : من رقّى غيره من موت الجهل إلى حياة العلم ، ودعاهم إلى الله ، فإنّه أنشأ نشأة اخرى وأحيا حياة طيّبة.
الشهيد
يرجع معناه إلى العليم ، مع خصوص إضافة ، فإنّه ـ تعالى ـ عالم الغيب والشهادة ، و «الغيب» عبارة عمّا بطن ، و «الشهادة» عمّا ظهر ، وهو الذي يشاهد ، فإذا اعتبر العلم مطلقا فهو «العليم» ، وإذا اضيف إلى الغيب والامور الباطنة فهو «الخبير» ، وإذا اضيف إلى الامور الظاهرة فهو «الشهيد».
وقد يعتبر مع هذا أن يشهد على الخلق يوم القيامة بما علم وشاهد منهم ، والكلام في هذا الاسم يقرب من الكلام في العليم والخبير ، فلا نعيده.
الحق
فى مقابلة الباطل ، والأشياء قد تستبان بأضدادها.
وكلّ ما يخبر عنه فإمّا باطل مطلقا ، وإمّا حقّ مطلقا ، وإمّا حقّ من وجه باطل من وجه ؛ فالممتنع بذاته هو الباطل مطلقا ، والواجب بذاته هو الحقّ مطلقا ، والممكن بذاته الواجب بغيره ، هو حقّ من وجه ، باطل من وجه ؛ فهو من حيث ذاته لا وجود له فهو باطل ؛ ومن جهة غيره مستفيد للوجود ، فهو من الوجه الذي يلي مفيد الوجود موجود فهو من ذلك الوجه حقّ ، ومن جهة نفسه باطل ؛ فلذلك (كُلُ