ناله من الأذى ، كما قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حيث كسرت رباعيّته وضرب (١) «اللهم أهد قومي فإنّهم لا يعلمون». فلم يمنعه سوء صنيعهم عن إرادة الخير بهم.
المجيد
هو الشريف ذاته ، الجميل أفعاله ، الجزيل عطاؤه ونواله ، فكأنّ شرف الذات إذا قارنه حسن الفعال سمّي «مجدا».
وهو «الماجد» أيضا ، ولكن أحدهما أدلّ على المبالغة. وكأنّه يجمع معنى اسم «الجليل» و «الوهّاب» و «الكريم» ؛ وقد سبق الكلام فيها.
الباعث
هو الذي يحيي الخلق يوم النشور ، ويبعث ما في القبور ، ويحصّل ما في الصدور ؛ والبعث هو النشأة الآخرة ، وللإنسان نشئات كثيرة من لدن كونه نطفة ، إلى أن يلقى الله سبحانه ، والانتقال من كلّ منها بعث. ولن يعرف حقيقة هذا الاسم إلّا من عرف حقيقة البعث ، وذلك من أغمض المعارف ـ وشرحه طويل.
أقول : وسنورد في المقصد الآخر من هذا الكتاب ، بيان معنى البعث والنشآت ـ إن شاء الله.
__________________
(١) ـ إعلام الورى : ذكر غزوة احد : ٩٢. مناقب آل أبي طالب : فصل في غزواته صلىاللهعليهوآلهوسلم : ١ / ١٩٢. البحار : ٢٠ / ١١٧ ، ح ٤٧. ٣٥ / ١٧٧. وفي البخاري (كتاب استتابة المريدين ، ٩ / ٢٠) : «رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون». ومثله في دلائل النبوة : ٣ / ٢١٥.