«القناعة كنز لا ينفد» (١).
«الصبر نصف الإيمان ، اليقين الإيمان كلّه» (٢).
فهذه الكلمات وأمثالها تسمّى «حكمة» ، وصاحبها يسمّى «حكيما».
الودود
هو الذي يحبّ الخير لجميع الخلق ، فيحسن إليهم ويثني عليهم ، وهو قريب من معنى «الرحيم» ، لكن أفعال الرحيم تستدعي مرحوما ضعيفا ، وأفعال المودّة لا تستدعي ذلك ، بل الإنعام على سبيل الابتداء من نتائج الودّ.
وكما أنّ معنى رحمته تعالى إرادته الخير للمرحوم وكفايته له من غير رقّة ، فكذلك ودّه إرادته الكرامة والنعمة من غير ميل ، فإنّهما لا يرادان إلّا لثمرتهما وفائدتهما ، دون الرقّة والميل.
والودود من عباد الله : من يريد لخلق الله كلّ ما يريد [ه] لنفسه ، وأعلى من ذلك من يؤثرهم على نفسه ، كمن قال منهم «اريد أن أكون جسرا على جهنّم يعبر عليّ الخلق ولا يتأذّون».
وكمال ذلك أن لا يمنعه من الإيثار والإحسان الغضب والحقد وما
__________________
(١) ـ الجامع الصغير : باب القاف ، ٢ / ٨٩ ، عن القضاعي عن أنس ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «القناعة مال لا ينفد». ومثله في الكامل لابن عدي : ٤ / ١٩١. وفي الدر المنثور (٢ / ٩٦ ، تفسير الآية : ٢ / ٢٧٣) عن البيهقي في الزهد : «القناعة كنز لا يفنى».
(٢) ـ الجامع الصغير (باب الصاد : ٢ / ٤٩) : عن البيهقي في شعب الإيمان وأبي نعيم في الحلية.
كنز العمال : ٣ / ٢٧١ ، ح ٦٤٩٨.