البصير
هو الذي يشاهد ويرى حتّى لا يعزب عنه ما تحت الثرى ، وإبصاره أيضا منزّه عن أن يكون بحدقة وأجفان ، ومقدّس عن التغيّر والحدثان.
وحظّ العبد من الاسمين من حيث الحسّ الظاهر ، ولكنّه ضعيف قاصر ، إذ لا يدرك جميع المسموعات والمبصرات ، بل ما قرب منهما وظهر ، فليكن حظّه منهما أن يعلم أنّ الله سميع ، فيحفظ لسانه ؛ ويعلم أنّه بصير فلا يستهين بنظره إليه واطّلاعه عليه ؛ ويعلم أنّه لم يخلق له السمع إلّا ليسمع كلام الله ـ تعالى ـ وكتابه الذي أنزله ، فيستفيد به الهداية ؛ وأنّه لم يخلق له البصر إلّا لينظر إلى الآيات وعجائب الملكوت والسماوات فلا يكون نظره إلّا عبرة.
الحكم
هو الحاكم المحكم والقاضي المسلّم ، الذي لا رادّ لحكمه ولا معقّب لقضائه ، ومن حكمه في حقّ العباد (أَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى) ، [٥٣ / ٣٩ ـ ٤٠] فإنّ (الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ* وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ) [٨٢ / ١٤ ـ ١٥]. ومعنى حكمه للبرّ والفاجر بالسعادة والشقاوة أنّه جعل البرّ والفجور سببا يسوق صاحبها إلى السعادة والشقاوة ، كما جعل الأدوية والسموم أسبابا تسوق متناولها إلى الشفاء والهلاك ، وإذ كان معنى حكمه ترتيب الأسباب وتوجيهها إلى المسبّبات ، كان حكما مطلقا ، لأنّه مسبّب كلّ الأسباب ـ جملتها وتفصيلها.