الأرواح في الأجساد عند الحياة ؛ ويقبض الصدقات عن الأغنياء ، ويبسط الأرزاق للضعفاء ؛ يبسط الرزق على الأغنياء حتّى لا تبقى فاقة ، ويقبضه عن الفقراء حتّى لا تبقى طاقة ، ويقبض القلوب فيضيّقها بما يكشف لها من تعاليه وجلاله ، ويبسطها بما يتعرّف إليها من لطفه وجماله.
ومن العباد من الهم به بدائع الحكم ، واوتي جوامع الكلم ، فتارة يبسط قلوب العباد بما يذكّرهم من آلاء الله ونعمائه ، وتارة يقبضها بما يحذّرهم من فنون عذابه وبلائه.
الخافض الرافع
هو الذي يخفض الكفّار إلى دركات ، ويرفع الّذين آمنوا (وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ) [٥٨ / ١١] ؛ يخفض أعدائه بالإبعاد ، ويرفع أوليائه بالتقريب والإسعاد ؛ يخفض من قصر مشاهدته على المحسوسات وهمّته على الشهوات إلى أسفل سافلين ، ويرفع من نزّه فكره عن المحسوسات والمتخيّلات وإرادته عن رسم الشهوات إلى افق الملائكة المقرّبين.
ومن العباد من يخفض الباطل ويرفع الحقّ ، بزجر المبطل ونصر المحقّ فيعادي أعداء الله ليخفضهم ، ويوالي أولياء الله ليرفعهم.
المعزّ المذلّ
هو الذي يؤتي الملك من يشاء ، وينزعه ممّن يشاء.