أهله ، ولهذا وصف الجهّال بالأموات في قوله ـ عزوجل ـ : (وَما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ وَلَا الْأَمْواتُ) [٣٥ / ٢٢].
والمتولّي للرزقين ، هو الله ـ سبحانه ـ ولكنّه (يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ) [١٣ / ٢٦].
وحظّ العبد منه : أن يكون واسطة بين الله ـ تعالى ـ وبين العباد في وصول الأرزاق إليهم من العلوم والطعوم ، ففي الحديث : «الخازن الذي يعطي ما امر به طيّبة به نفسه أحد المتصدّقين (١)».
وأيدي العباد خزائن الله ، فمن جعلت يده خزانة أرزاق الأبدان ، ولسانه خزانة أرزاق القلوب ، فقد اكرم بشوب من هذه الصفة.
وليكن حظّه منه أيضا أن يعرف حقيقة هذا الوصف ، وأنّه لا يستحقّه إلّا الله ، ولا ينتظر الرزق إلّا منه ، ولا يتوكّل فيه إلّا عليه.
الفتّاح
هو الذي ينفتح بعنايته كلّ منغلق ، وينكشف بهدايته كلّ مشكل ؛ فتارة يفتح الممالك لأنبيائه ، ويخرجها من أيدي أعدائه ، ويقول : (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً) [٤٨ / ١] ، وتارة يرفع الحجاب من قلوب أوليائه ، ويفتح لهم الأبواب إلى ملكوت سمائه وجمال كبريائه و
__________________
(١) ـ في المقصد الأسنى : «الخازن الأمين ...». ومثله في البخاري مع فرق يسير : باب في الإجارة ، ٣ / ١١٥.
راجع أيضا ما جاء فيه : كتاب الوكالة : باب وكالة الأمين : ٣ / ١٣٥.
ومسلم : كتاب الزكاة : باب أجر الخازن الأمين : ٢ / ٧١٠ ، ح ٧٩.
المسند : ٤ / ٤٠٥. الجامع الكبير : ٤ / ٣٢٤ ، ح ١١٩٢١.