نفسه فقد قهر الشيطان ، لأنّه أخذ السلاح من يده ؛ بل قهر الناس كافّة فلم يقدر عليه أحد ، إذ غاية أعدائه السعي في إهلاك بدنه ، وذلك إحياء لروحه ، فإنّ من مات عن شهواته في حياته ، عاش في مماته.
الوهّاب
الكثير الإعطاء من غير عوض ولا غرض ـ من عين أو ثناء أو فرح أو صيت أو استكمال أو تخلّص من ذمّ أو توصّل إلى أن يكون على الأحسن أو على ما ينبغي ـ وكذا «الجواد».
ولن يتصوّر ذلك حقيقة إلّا من الله ـ سبحانه ـ فإنّ العبد ما لم يكن الفعل أولى به من الترك لم يقدم عليه ، فيكون إقدامه لغرض نفسه ؛ ولكنّ الذي يبذل جميع ما يملكه ـ حتّى الروح ـ لوجه الله فقط ـ لا للوصول إلى نعيم الجنّة أو الحذر من عذاب النار ، أو لحظّ عاجل أو آجل ـ فهو جدير بأن يسمّى وهّابا وجوادا ؛ ودونه الذي يجود لينال نعيم الجنّة ، ودونه من يجود لينال حسن الا حدوثة.
الرزّاق
هو الذي خلق الأرزاق والمرتزقة ، وأو صلها إليهم ، وخلق لهم أسباب التمتّع بها.
والرزق رزقان : ظاهر جسمانيّ للأبدان ـ وهي الأطعمة ـ وباطن روحانيّ للقلوب ـ وهي العلوم والأسرار ـ وهو أشرفهما إذ به حياة الأبد ، وبالأوّل حياة الجسد إلى مدّة قريبة الأمد ؛ ويمنع كلّ بموت