انتصاب ـ ولا بجيئة ولا بذهاب ؛ لطيف اللطافة لا يوصف باللطف ، عظيم العظمة لا يوصف بالعظم ، كبير الكبرياء لا يوصف بالكبر ، جليل الجلالة لا يوصف بالغلظ ، رءوف الرحمة لا يوصف بالرقّة ؛ مؤمن لا بعبادة ، مدرك لا بمجسّة ، قائل لا بلفظ (١) ، هو في الأشياء على غير ممازجة ، خارج منها على غير مباينة ، فوق كلّ شيء ولا يقال «شيء فوقه» ، وأمام كلّ شيء ولا يقال «له أمام» ، داخل في الأشياء لا كشيء في شيء داخل ، وخارج منها ، لا كشيء من شيء خارج». فخرّ ذعلب مغشيّا عليه.
وفي رواية اخرى في الكتاب المذكور (٢) ـ بعد كلام طويل قد مضى أكثره لفظا أو معنى ـ : «كان ربّا ولا مربوب ، وإلها ولا مألوه ، وعالما إذ لا معلوم ، وسميعا إذ لا مسموع» ـ ثمّ أنشأ يقول : ـ
ولم يزل (٣) سيّدي بالعلم (٤) معروفا |
|
ولم يزل سيّدي بالجود موصوفا |
وكنت إذ ليس نور يستضاء به |
|
ولا ظلام على الآفاق معكوفا |
وربّنا بخلاف الخلق كلّهم |
|
وكلّ ما كان في الأوهام موصوفا |
__________________
(١) ـ المصدر : لا باللفظ.
(٢) ـ التوحيد : باب حديث ذعلب : ٣٠٩ ، ح ٢. عنه البحار : ٤ / ٣٠٥ ، ح ٣٤.
(٣) ـ في النسخة : ولم تزل. (وكذا في المصرع الثاني).
(٤) ـ المصدر والبحار : بالحمد.