فصل [٩]
ومن كلامه عليهالسلام (١) قاله لذعلب اليماني (٢) ـ وقد سأله : «هل رأيت ربّك يا أمير المؤمنين»؟ ـ
فقال عليهالسلام : «أفأعبد ما لا أرى»؟ قال : «وكيف تراه»؟
فقال : «لا تدركه العيون بمشاهدة العيان ، ولكن تدركه الأبصار (٣) بحقائق الإيمان ، قريب من الأشياء غير ملامس ، بعيد منها غير مباين ، متكلّم بلا رويّة ، مريد بلا همّة (٤) ، صانع لا بجارحة ، لطيف لا يوصف بالخفاء ، كبير لا يوصف بالجفاء ، بصير لا يوصف بالحاسّة ، رحيم لا يوصف بالرقّة ، تعنو الوجوه لعظمته ، وتجلّ القلوب من مخافته».
وفي رواية اخرى رواها في كتاب التوحيد (٥) : «ويلك يا ذعلب! إنّ ربّي لا يوصف بالبعد ، ولا بالحركة ولا السكون ، ولا بالقيام ـ قيام
__________________
(١) ـ نهج البلاغة : الخطبة ١٧٩. البحار : ٤ / ٥٢ ، ح ٩. ٧٢ / ٢٧٩.
(٢) ـ لا نعلم منه شيئا غير ما جاء في رواية الصدوق (التوحيد : ٣٠٥ ، باب حديث ذعلب) : «فقام إليه رجل يقال له : ذعلب ، فكان ذرب اللسان بليغا في الخطب ، شجاع القلب ، فقال : لقد ارتقى ابن أبي طالب مرقاة صعبة ، لأخجلنّه اليوم لكم في مسألتي إياه ...». راجع أيضا قاموس الرجال : ٤ / ٣٠٦.
(٣) ـ كذا في النسخ. ولكن في المصدر : تدركه القلوب.
(٤) ـ المصدر : لا بهمة.
(٥) ـ التوحيد : باب حديث ذعلب : ٣٠٥. أمالي الصدوق : المجلس الخامس والخمسون ، ح ١ ، ٤٢٢ ـ ٤٢٣. ورواه الكليني مع اختلافات كثيرة في الكافي : كتاب التوحيد ، باب جوامع التوحيد ، ١ / ١٣٨ ـ ١٣٩ ، ح ٤.