أفكارها ، بعيداً عن
المنطق والحجة الصحيحة.
ولعلَّ شيخنا كاشف الغطاء رحمه الله
تعالى كان واحداً من اولئك الأعلام الذين تنبهوا لمدى انحراف دعوات مروجي تلك
الافكار ، وخطرها على المجتمعات الاسلامية.
ولمّا كانت مصر ـ تلك الدولة المسلمة
التي تحتل في قلوب المسلمين مكانة متميِّزة ـ مرتعاً خصباً لتلك النوادي ابان تلك
الحقبة السالفة ، وذلك ما كان يغيض قلوب المصلحين من علماء ومفكري المسلمين ، فكان
الشَّيخ كاشف الغطاء يستغل تواجده في هذا البلد ليتعرض بالرد ، وتفنيد دعاوى خطباء
تلك النوادي.
ولقد كان يروى عنه رحمه الله تعالى أنَه
كان ينحدر صوب أكبر تلك النوادي بجرأة وشجاعة ويتصدى لمقاطعة الخطيب الذي لا ينفك
عن الكذب والافتراء والطعن بعقائد المسلمين دون دليل أو حجة.
حتى أنَّه في احدى المرات لم يدع لذلك
الخطيب
فرصة لمواصلة تقولاته وافتراءاته دون أنْ يجبهه برد يربكه ويلعثمه ، فلم يجد
قسيسهم الأكبر مناصاً من التوسُّل به للتوقف عن ذلك مقابل السماح له بالتحدُّث بعد
من على منصة الخطابة ، فرضي بذلك رحمه الله تعالى ، ووجدها فرصة سانحة لابداء الحق
أمام هذا الملأ ، وإعلاء كلمته.
وبعد انتهاء خطيبهم من هذره الممجوج تقدَّم
الشَّيخ رحمه الله تعالى نحو منصة الخطابة ، وشرع في خطبة رائعة مؤيَّدة بالأدلة
العلمية المتينة ، مثبتاً من خلالها بطلان دعاوى هذا الخطيب ، وكذب ما افتراه على
القرآن وعلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
وعلى الاسلام ، ومتعرِّضاً من خلالها
__________________