قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

أصل الشيعة وأصولها

أصل الشيعة وأصولها

71/442
*

فاعلنوا الاضراب العام في العديد من مدن العراق الكبرى كبغداد والمحلة والديوانية والناصرية ، وكان أشده في مدينة النجف الاشرف ، لما لها من قدسية متميِّزة في قلوب الشِّيعة ، فتعطَّلت الأسواق ، وساد الهيجان فيها ، لا سيَّما وقد تسرَّب اليها العديد من القبائل الهائجة المحيطة بها.

بيد أنَّ الأمور لم تجري على منوالها الطبيعي ، حيث انظم في صفوف الملتاعين من سماجة وصفاقة هذا الكتيب التافه العديد من ذوي المآرب الفاسدة والمنحرفة ، من الذين امتطوا موجة الأحداث لاشاعة الفوضى والاضطراب ، والتعدي على حرمات الناس وممتلكاتهم.

فضجَّ العقلاء من رجال الشِّيعة وعلمائها بالصبغة الغريبة التي كانت تؤججها وتروج لها أيادي أجنبية ماكرة ، يقابلها ضعف السلطة عن مواجهة هذه الظاهرة المحتدمة والمتفجِّرة ، وكان انذاك السيِّد جعفر حمندي حاكماً ادارياً في النجف ، فحاول جاهداً الحد من تفاقم هذا الأمر دون جدوى ، فاضطر به الحال أنْ يتصل بالعديد من كبار العلماء وفضلاء الحوزة وأعيان النجف الذين توجهوا نحو المرقد الطاهر للامام علي بن أبي طالب عليه‌السلام في محاولة يائسة منهم لانهاء هذا الاضطراب ، وهذه الفوضى المستحدثة ، إلّا أنَّهم أخفقوا في تدارك هذه الأحداث الوخيمة ، والحد من توسعها ، ولم يجدوا من عموم الجماهير المضطربة آذاناً صاغية ، ونفوساً مستجيبة ، فلم يجد الجميع بداً من التوجه إلى الشِّيخ كاشف الغطاء رحمه الله تعالى ، لما يدركونه من عظيم منزلته في قلوب الناس ، بل وما يمتلكه من قدرة عجيبة في التحكُّم بمشاعرهم واحاسيسهم ، وتلك والله نعمة كبيرة ، وفضل من الله جسيم يمن به على من يشاء من عباده المتقين.

وهكذا ، فلم يكد يحطه زوّاره من رجال الحكومة ، وفضلاء الحوزة ، وأعيان المدينة بتفاصيل الأمر ـ رغم تحذيرهم له من خطورة الموقف ، وشدة