قالوا : بلى نشهد بذلك.
فقال : اللهم اشهد ، ثم قال : ايُّها الناس إنَّ الله مولاي وأنا مولى المؤمنين ، وأنا أولى بهم من أنفسهم. ثم أخذ بيد علي عليهالسلام وقال : فمن كنت مولاه فهذا مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ... (١)
يقول البرّاء بن عازب وغيره من الصحابة : أنَّ عمر بن الخطّاب لقي علياً بعد ذلك فقال له : هنيئاً لك يابن أبي طالب فقد أصبحت وأمسيت مولى كلُّ مؤمن ومؤمنة (٢).
نعم كذا تناقلته المراجع المختلفة وإنْ حصل بعض التباين في كيفية السرد ، إلّا أنَّ ما أوردنا كان القاسم المشترك بين جميع تلك الروايات ، فراجع.
والغريب الذي تمجه النفوس المنصفة أنَّ من لم يرقه وضوح هذا الأمر في استخلاف علي عليهالسلام أخذ يتخبَّط ويتوسَّل بما يتصوَّره حلاً لارضاء هواه وهوى أسياده في نفي هذا الدليل القطعي المؤيد لما تذهب اليه الشِّيعة وتؤمن به ، فأخذ يتأوَّل بعيداً عن الحق في تفسير هذه الأقوال الواضحة ، فأوقع نفسه في الحرج الشديد.
__________________
(١) يعد استعراض المصادر التي أوردت واقعة الغدير ، وبأسانيدها وطرقها الكثيرة هنا امراً مستعسراً ، كما ان ايراد البعض دون الباقي بخساً لا ينبغي أنْ لا نتحمله ، ولذا فإنًي اُحيل القارئ الكريم إلى الكتب المختصة التي تناولت بالتفصيل والاسهاب ما استطاعت حصره واثباته من تلك الطرق والوسائط ، والتي يُعد كتاب الغدير للشيخ عبدالحسين أحمد الأميني (ت ١٣٩٠ هـ ) من أوسعها وأشملها ، فراجع.
(٢) انظر : مسند احمد ٤ : ٢٨١ ترجمة الامام علي عليهالسلام من تأريخ دمشق ٢ : ٥٠|٥٤٨ و ٥٤٩ و ٥٥٠ ، البداية والنهاية ٥ : ٢١٠ الفصول المهمة : ٤١ ، الحاوي للفتاوى ١ ١٢٢ ، ينابيع المودة : ٣٠ ٣١ ، تذكرة الخواص : ٢٩ الرياض النضرة ٣ : ١٢٧ ، الخطط للمقريزي : ٢٢٣ ، كفاية الطالب : ٦٢.