وفي لفظ اخر : إنِّي تارك فيكم ما أنْ تمسكتم به لن تضلوا (١) بعدي : كتاب الله عزَّ وجلَّ حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما (٢).
٤ ـ غدير خم :
لا اُغالي بشيء إذا جزمت بأنَّ في التعرُّض لايراد واقعة غدير خم وشجونها ضمن هذه الاسطر المتواضعة ، ومع هذه العجالة التي تحاول أنْ تنأى بهذا الكتاب عن الاسهاب والاسترسال ، فيه الكثير من البخس الذي ترددت كثيراً أنْ لا أتحمله ولا أخوض غماره ، محيلاً القارئ الكريم إلى ما استفاض فيه العديد من علمائنا ومفكرينا ، وناقشوا من خلال كتبهم البعيدة الغور والمدى أبعاد ودقائق هذه الواقعة الشهيرة التي تجاوز عدد رواتها من الصحابة المائة صحابي ، وقريب من ذلك مَنْ رواها مِنَ التابعين.
بلى انْ فهم واقعة الغدير ، والقطعية الحاصلة فيها بثبوت الأمر الالهي بتنصيب علي عليهالسلام خليفة لرسول اللهّ صلىاللهعليهوآله تتطلَب من الباحثين عن الحقيقة جهداً حيادياً منصفاً ، بعيداً عن التفسيرات الجاهزة
__________________
(١) ينبغي للمسلم التأمُّل بروية في عبارة رسول الله صلىاللهعليهوآله هذه لادراك حقيقة ما يعنيه صلىاللهعليهوآله من قرانه بين اتّباع أهلِ هذا البيت الطاهر عليهمالسلام ، وبين الهداية التي لا ضلال يُخاف معها ، وإعتبار اتّباعهم سلوكاً للسبيل والصراط القديم المؤدي إلى رضا الله تعالى.
نعم يجب التأمُّل والتدبر في ذلك ، لأن رسول الله صلى الله عليه وآله لا يلقي الكلام جزافاً ولا على عواهنه ، بل هو الرسول الكريم المبلِّغ عن الله تبارك وتعالى ، والذي لا ينطق قطعاً عن الهوى بنصّ القرآن ألكريم.
(٢) سنن الترمذي ٥ : ٦٦٢ و ٦٦٣ صحيح مسلم ٤ : ١٨٧٣|٢٤٠٨ مسند أحمد ٣ : ١٧ و ٥ : ١٨١ ، مستدرك الحاكم ٣ : ١٠٩ ، أُسد الغابة ٢ : ١٢ ، السيرة الحلبية ٣ : ٣٣٦ ، مجمع الزوائد ٩ : ١٦٣ الصواعق المحرقة : ٢٣٠