تعالى برحمته
الواسعة خلاف استرسالنا في بحث هذا الموضوع إلّا أنْ ايراده لازم لاستكمال الأمر
مدار البحث ، لأنَّ ابن خلدون وجماعة ممَّن وافقه في مشربه ذهبوا إلى أنَّ رسول
الله صلىاللهعليهوآله قد عَيّن
أبا بكر خليفة من بعده قياساً ـ ولا نوافقهم في القياس ـ على ما يروونه من تعيينه
إماماً للمسلمين في صلاتهم حين مرضه.
إنّا لا نبتغي هنا مناقشة صحة وفساد هذا
الحديث ، ولا رد القياس الذي لا يمكن الركون اليه في هذا الأمر ، لأنَّ ذلك يرده
عدم تصريح أبي بكر بذلك ، لأنَّه أولى من غيره في تدعيم خلافته لرسول الله صلىاللهعليهوآله ، فهل يعقل أنْ يعرض عن هذا الدليل مع
اهميته العظيمة هذه؟! كلا وألف كلا.
أقول
: لم يتبق لدى الفريقين مَنْ تُحصر فيه
الأمامة والخلافة غير علي ابن أبي طالب عليهالسلام
، وهو قول الشِّيعة وعليه دارت رحى عقائدهم ، وكان العلة الحقيقية التي اضطهدت هذه
الطائفة بسببها من قِبل الحكومات الجائرة كالامويين والعبّاسيين وغيرهم ، كما
اسلفنا.
ولعلَّ من حق المسلمين التساؤل عن
أدلَّة الشِّيعة في دعواهم هذه لكي يمكن التسليم بصحتها أو الاعتقاد بها ، أو ردها
إنْ ثبت بطلانها.
فمّما تقدَّم من الحديث واسترساله أشرنا
إلى حتمية نصب الامام والوصي من قِبل الله تبارك وتعالى ورسوله الكريم صلىاللهعليهوآله ، بل ووجوب تحديده ، وانتفاء هذا
التحديد عن غير الامام علي بن أبي طالب عليهالسلام
، وذاك لا يسلَّم بصحته دون الدليل الواضح والبيِّن ، والشيعة مطالبون به ، وهو ما
سنشير اليه دون الاستفاضة في مناقشته محيلين القارئ الكريم إلى المراجع المختصة
بذلك.
فمما يحتج به الشيعة على وجود النص على
خلافة علي عليهالسلام