وسياسته الخرقاء الدولة المروانية ، ثم جاءت الدولة العبّاسية فزادت على ذلك بنغمات ، اضطرت الشِّيعة الى كتمان أمرها تارة ، والتظاهر به اُخرى ، زنة ما تقتضيه مناصرة الحقِّ ، ومكافحة الضلال ، وما يحصل به إتمام الحجة ، وكي لا تعمى سبل الحقِّ بتاتاً عن الخلق ، ولذا تجد الكثير من رجالات الشيعة وعظمائهم سحقوا التقية تحت أقدامهم ، وقدَّموا هياكلهم المقدَّسة قرابين للحقِّ على مشانق البغي ، وأضاحي في مجازر الجور والغي.
أهل استحضرت ذاكرتك شهداء ( مرج عذراء ) ـ قرية من قرى الشام ـ
__________________
ممَّن روى شيئاً من فضل أبي تراب وأهل بيته [ عليه وعليهم آلاف التحية والسَّلام ]. فقامت الخطباء في كلِّ كورة وعلى كلِّ منبر ، يلعنون علياً ويبرأون منه ، ويقعون فيه وفي أهل بيته [ اي في اهل ذلك البيت الطاهرين الذين وأذهب الله عنه الرجس وطهَّرهم تطهيراً ، اولئك الذين جعل الله تعالى أجر الرسالة والهداية مودتهم ، اولئك الذين جعلهم رسول الله صلىاللهعليهوآله عدلاء القرآن ... و .. و ، ولكنك تجد من يعد معاوية من صحابة رسول الله صلىاللهعليهوآله العدول ، وخليفة له ، بل ويترَّحم عليه ، وتلك والله اُم المصائب ، وعظيمة العظائم ].
واضاف : وكان أشد الناس بلاء حينئذ أهل الكوفة ، لكثرة من بها مِن شيعة علي عليه السَّلام ، فاستعمل عليها [ أي معاوية بن هند ] زياد بن سمية ، وضم اليه البصرة ، فكان يتبع الشيعة وهو بهم عارف ... فقتلهم تحت كلِّ حجر ومدر ، وأخافهم ، وقطع الايدي والأرجل ، وسمل العيون ، وصلبهم على جذوع النخل ، وطردهم ، وشرَّدهم عن العراق ، فلم يبق بها معروف منهم.
وكتب معاوية إلى عماله في جميع الآفاق : أن لا يجيزوا لاحد من شيعة علي وأهل بيته شهادة!!.
ثم كتب إلى عمّاله نسخة واحدة إلى جميع البلدان : اُنظروا من قامت عليه البينة أنَّه يحب علياً وأهل بيته فامحوه من الديوان ، واسقطوا عطائه ورزقه!!.
وشفع ذلك بنسخة اخرى : من اتهمتموه بموالاة هؤلاء القوم [ أي أهل بيت رسول الله صلىاللهعليهوآله ] فنكِّلوا به ، واهدموا داره ....