وأي نكر في هذا بعد
أنْ وقع مثله بنصِّ الكتاب الكريم ، ألم يسمع المتهوّسون قصة ابن العجوز الَّتي قصّها
اللهّ سبحانه بقوله تعالى : (
ألَمْ تَرَ
إلى الَّذينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهمْ أُلوُفٌ حَذَرَ المَوتِ فَقالَ
لَهُمُ اللهُ مُوتُوا ثُمَّ أحياهُم ... )
.
ألم تمرّ عليهم كريمة قوله تعالى : ( وَيَومَ نَحْشُرُ مِنْ كلُّ أُمَّةٍ فَوجاً )
، مع أنَّ يوم القيامة تُحشر فيه جميع الأُمم لا من كلُّ أُمة فوجاً.
وحديث الطعن بالرجعة كان هجيري علماء
السنَّة من العصر الأول إلى هذه العصور ، فكان علماء الجرح والتعديل منهم اذا
ذكروا بعض العظماء من رواة الشِّيعة ومحدِّثيهم ، ولم يجدوا مجالاً للطعن فيه ـ لو
ثاقته وورعه وأمانته ـ نبذوه بانَّه يقول بالرجعة ، فكأنهم يقولون يعبد صنماً أو
يجعل لله شريكاً!! ونادرة مؤمن الطاق مع أبي حنيفة معروفة .
وأنا لا اريد أن أُثبت في مقامي هذا ـ
ولا غيره ـ صحة القول بالرجعة ، وليس لها عندي من الاهتمام قدر قُلامة ظفر ، ولكنّي
أردتُ أنْ أدلّ ( فجر الاسلام )! على موضع غلطه وسوء تحامله.
يقول : الشِّيعة تقول : « إنَّ النّار
مُحرَّمة على الشِّيعي إلاّ قليلاً »!! وما أدري في أي كتاب من كتب الشيعة وجد هذا
، وهل يليق برجل تربَّع على دست النقد والتمحيص للمذاهب والأديان أنْ يقذف طائفة
من المسلمين بشناعة لا يأتي عليها منهم بشاهد ولا برهان ، كيف وهذه كتب الشِّيعة
كادت أن تًسمع حتى الأصم والأبكم.
__________________