١٠٢٥٩ ـ أبو عطيّة (١) : غير منسوب.
ذكره الطّبرانيّ وغيره في الصحابة ، وأخرج البغوي ، وأبو أحمد الحاكم من طريق إسماعيل بن عياش ، والطبراني من طريق بقية ، كلاهما عن بجير بن سعد ، عن خالد بن معدان ، عن أبي عطية ـ أن رجلا توفي على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال بعضهم : يا رسول الله ، لا تصلّ عليه. فقال : «هل رآه أحد منكم على شيء من عمل الخير؟» فقال رجل : حرس معنا ليلة كذا وكذا ، قال : فصلّى عليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ثم مشى إلى قبره ، ثم حثا عليه ويقول : إن أصحابك يظنون أنك من أهل النار (٢) ، وأنا أشهد أنك من أهل الجنة. ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لعمر : «إنّك لا تسأل عن أعمال النّاس ، وإنّما تسأل عن الغيبة». لفظ إسماعيل.
وعند أبي أحمد من رواية البغويّ : وإنما تسأل عن الفطرة. وفي رواية بقية في أوله ، قال أبو عطية : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم جلس فحدث أن رجلا توفي ، فقال : «هل رآه أحد؟» وفيه : فقال رجل : حرست معه ليلة في سبيل الله ، وفي آخره : ثم قال لعمر بن الخطاب : «لا تسأل عن أعمال النّاس ، ولكن تسأل عن الفطرة». زاد في رواية البغويّ ـ «يعني الإسلام».
وأخرجه أبو نعيم ، من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، وخلط أبو عمر ترجمته بترجمة أبي عطية الوادعي ، وقال : قيل اسم أبي عطية مالك بن أبي عامر ، وتعقبه أبو الوليد بن الدباغ بأنّ أبا عطية صاحب الترجمة لم ينسب.
وقد أفرده أبو أحمد الحاكم عن الواقديّ ، وذكر الاختلاف في اسم الوادعي ، وذكر هذا فيمن لا يعرف اسمه.
قلت : وهو كما قال. قال أبو أحمد : أبو عطية إن رجلا توفي روى عنه خالد بن معدان ، وهو خليق أن يكون عداده في الصحابة.
قلت : ووقع في كلام ابن عساكر أنه أبو عطية المذبوح. وقد أخرج الحاكم أبو أحمد المذبوح أيضا ترجمته فيمن لا يعرف اسمه ، فقال : روى أبو بكر بن أبي مريم عن حماد بن سعد ، عنه ، هكذا ذكر محمد بن إسماعيل.
قلت : وكأن ابن عساكر لما رأى رواية أبي بكر بن أبي مريم عن المذبوح وهو شاميّ ، وخالد بن معدان شامي أيضا ، ظن أنه هو ، والّذي يظهر لي أنه غيره كما صنع أبو أحمد. والله أعلم.
__________________
(١) في أعظيمة.
(٢) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ١١١٦٥.