ترجم له ابن شاهين ، وذكره في حرف الميم فصحّفه ، فإن أوله فاء بلا خلاف ، وإنما اختلفوا في الواو. وأخرجه البغوي عن عثمان بن أبي شيبة بسنده ، وقد أخرجه البغويّ وغيره في حرف الفاء بالسند الّذي أخرجه ابن شاهين.
وتقدم هناك فيمن اسمه فديك ، بفاء ودال ثم كاف مصغّرا.
الميم بعدها الياء
٨٦٥٩ ـ مينا بن أبي مينا الجزار ، مولى عبد الرحمن بن عوف.
روى عن مولاه ، وعن عثمان ، وعليّ ، وابن مسعود ، وأبي هريرة ، وعائشة. روى عنه همام والد عبد الرزاق.
قال أبو حاتم الرّازيّ : منكر الحديث ، وروى أحاديث مناكير في الصحابة ، لا يعبأ بحديثه ، كان يكذب. وقال عباس الدّوري ، عن ابن معين : ليس بثقة ، وكذا قال النّسائيّ. وقال الجوزجاني : أنكر الأئمة حديثه لسوء مذهبه. وقال يعقوب بن سفيان : كان غير ثقة ولا مأمون.
وقال أبو زرعة : ليس بقوي. وقال الترمذيّ والعقيلي : روى مناكير ، زاد العقيلي : لا يتابع على شيء من حديثه. وقال ابن عديّ : يتبين على حديثه أنه كان يغلو في التشيّع. وأغرب الحاكم فأخرج في مناقب فاطمة ، من طريق عبد الرزاق : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن مينا بن أبي مينا ، مولى عبد الرحمن بن عوف ، قال : خذوا عني قبل أن تشاب الأحاديث بالأباطيل ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «أنا الشّجرة وفاطمة فرعها ، وعليّ لقاحها ...» (١) الحديث. قال الحاكم : إسحاق وأبوه وجدّه ثقات ، ومينا أدرك النبي صلىاللهعليهوسلم وسمع منه ، وهذا المتن شاذ.
قلت : في كلامه مناقشات : الأولى ـ قوله : حدثني أبي عن أبيه فيه زيادة راو ، وإنما روى عبد الرّزّاق عن أبيه عن مينا ، ليس بين والد عبد الرزاق وبين مينا واسطة. الثانية ـ جد عبد الرزاق مما يستغرب ، فإنه لا ذكر له ولا رواية. الثالثة ـ قوله : إن مينا أدرك النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وسمع منه ـ مردود ، لأنّ مينا أخبر عن نفسه أنه ولد بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فذكر أنه احتلم حين بويع لعثمان ، وذلك في آخر سنة ثلاث وعشرين من
__________________
(١) أخرجه ابن عساكر في تاريخه ، ٤ / ٣٢١ ، والذهبي في ميزان الاعتدال حديث رقم ١٨٩٦ ، ٨٩٨١ ، وابن عدي في الكامل ٦ / ٢٤٥١ ، والسيوطي في اللآلئ المصنوعة ١ / ٢٢٠.