نسخ من كتبه بالفارسيّة
والعربيّة ، كما استكتب أيضا مجلّدا ضخما ضمّ كلّ مؤلّفاته بالفارسيّة والعربيّة وأودعه
في البناء الكبير الّذي شاده في الرّبع الرشيدي ليكون مدفنا له ، ثمّ توسّع دائرة الاحتياط
فوقف قسما من ثروته لكتابة نسخة بالفارسيّة ونسخة بالعربيّة في كلّ عام من مجموع مؤلّفاته
لترسل إلى مدن الإسلام ، وهي مكتوبة في وصيّته المطبوعة ، فراجع.
لكن مع الأسف ،
كلّ ذلك الحذر لم يفده حتّى الرّبع الرّشيدي الّذي يطمئنّ إلى حفظ كتبه فيه ، وضاع
ما ضاع من مؤلّفاته ، ولعلّ هذا الحرص منه أبقى لنا تاريخه فإنّه لمّا نكب وقتل
كان من أفجع الفجائع إحراق تلك المكتبة بجميع ما فيها من الكتب ، فيا لها من حسرات
على قلوب مجروحة ، فكم من كتب لم يصلنا إلّا أساميها ، ولعلّها كانت في مكتبة
الرّبع الرّشيدي فذهبت كلّها طعمة للنّار ، ويكفيك أن نذكر منها بعض كتب العلّامة
، وجميع كتب ابن الفوطي ، وكتب المترجم له ، وغيرهم الّذين يبلغ عددهم إلى المآت
بل الالوف.
فقال الميرزا
محمّد علي المدرّس في ريحانة الأدب : إنّ في زماننا هذا لا يبقى من قلعة رشيدي
وكتبها وموقوفاتها أثر .
وقد ترجمه
العسقلاني في الدرر الكامنة ، وابن كثير في البداية والنهاية قالا : كان متواضعا ،
سخيّا ، كثير البذل للعلماء والصلحاء ؛ وكان يناصح المسلمين ، ويذبّ عنهم ، ويسعى
في حقن دمائهم.
وقال البرزالي في
ترجمته : كان حسن البراعة وطبيب صادق في القناعة.
قال الذهبي : كان
له رأي ودهاء ومروءة ، وكان الشيخ تاج الدّين
__________________