إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

نظرة في كتاب منهاج السنّة النبويّة لابن تيميّة الحرّاني

نظرة في كتاب منهاج السنّة النبويّة لابن تيميّة الحرّاني

نظرة في كتاب منهاج السنّة النبويّة لابن تيميّة الحرّاني

المؤلف :العلامة الأميني

الموضوع :العقائد والكلام

الصفحات :200

تحمیل

نظرة في كتاب منهاج السنّة النبويّة لابن تيميّة الحرّاني

130/200
*

٢ ص ٢٣١ (١).

ج ـ إنِّي لا أعجب من جهل هذا الإنسان ـ الّذي خُلق جهولاً ـ بشئون الإمامة وأنَّ حامل أعبائها ، كيف يجب أن يكون في ورده وصدرَه ، فإنَّه في منتأى عن معنى الإمامة التي نرتئيها ، ولا أعجب من جهله بموقف مولانا أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وانّه كيف كان قيد الأمر ورهن الإشارة من مخلّفه النبيِّ الأعظم ، فإنَّه لم تتح له الحيطة بمكانته ، وفواضله ، ومجاري علمه وعمله ؛ فإنّ النُّصب المُردي قد أعشى بصره ، ورماه عن الحقِّ في مرمى سحيقٍ ، وإنّما كلُّ عجبي من جهله بما أخرجه الحفّاظ والأئمّة في ذلك ، ولكنّه من قوم لهم أعين لا يُبصرون بها.

ونحن نعلم ما تُوسوس به صدره ، غاية الرجل من هذا الحكم الباتِّ تغرير الامة والتمويه على الحقيقة ، وجعل تلك الحروب الدامية نتيجة رأي واجتهاد من الطرفين حتّى يسع له القول بالتساوي بين أمير المؤمنين ومقاتليه في الرأي والاجتهاد ، وانَّ كلًّا منهما مجتهدٌ وله رأيه مصيباً كان أو مخطئاً ، غير انَّ للمصيب أجرين وللمخطئ أجر واحد ، ذاهلاً عن أنَّ المنقِّب لا يخفى عليه هذا

__________________

(١) منهاج السنة ٤ / ٤٩٦.

«... وهو الذي ابتدأ اهل صفين في صفين في القتال ، وعلي انما قاتل الناس على طاعته لا على طاعة الله ...»