٢ ص ٢٣١ (١).
ج ـ إنِّي لا أعجب من جهل هذا الإنسان ـ الّذي خُلق جهولاً ـ بشئون الإمامة وأنَّ حامل أعبائها ، كيف يجب أن يكون في ورده وصدرَه ، فإنَّه في منتأى عن معنى الإمامة التي نرتئيها ، ولا أعجب من جهله بموقف مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام ، وانّه كيف كان قيد الأمر ورهن الإشارة من مخلّفه النبيِّ الأعظم ، فإنَّه لم تتح له الحيطة بمكانته ، وفواضله ، ومجاري علمه وعمله ؛ فإنّ النُّصب المُردي قد أعشى بصره ، ورماه عن الحقِّ في مرمى سحيقٍ ، وإنّما كلُّ عجبي من جهله بما أخرجه الحفّاظ والأئمّة في ذلك ، ولكنّه من قوم لهم أعين لا يُبصرون بها.
ونحن نعلم ما تُوسوس به صدره ، غاية الرجل من هذا الحكم الباتِّ تغرير الامة والتمويه على الحقيقة ، وجعل تلك الحروب الدامية نتيجة رأي واجتهاد من الطرفين حتّى يسع له القول بالتساوي بين أمير المؤمنين ومقاتليه في الرأي والاجتهاد ، وانَّ كلًّا منهما مجتهدٌ وله رأيه مصيباً كان أو مخطئاً ، غير انَّ للمصيب أجرين وللمخطئ أجر واحد ، ذاهلاً عن أنَّ المنقِّب لا يخفى عليه هذا
__________________
(١) منهاج السنة ٤ / ٤٩٦.
«... وهو الذي ابتدأ اهل صفين في صفين في القتال ، وعلي انما قاتل الناس على طاعته لا على طاعة الله ...»