ولا مسألةٍ من صاحبه أوَّلاً وبالذات ، وإنَّما هو توسّلٌ به إلى الله تعالى لزلفته عنده وقربه منه ، فما المانع من إطلاق لفظ المنسك عليه؟!
وقوله عمّا فيه من كذب وشرك فهو لدة سائر ما يتقوَّل غير مكترث لوباله والكتاب لم يعدم بعدُ وهو بين ظهرانينا (١) وليس فيه إلّا ما يُضاهيه ما في غيره من كتب المزار ممّا ينزِّل الأئمَّة الطاهرين عمّا ليس لهم من المراتب ، ويثبت لهم العبوديّة والخضوع لسلطان المولى سبحانه ، مع ما لهم من أقرب الزلف إليه ، فما لهؤلاء القوم لا يفقهون حديثاً.
[نزول (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) في علي عليهالسلام]
١١ ـ قال : قد وضع بعض الكذّابين حديثاً مفترى أنّ هذه الآية : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا
__________________
(١) وقد طُبع أخيراً طبعة منقحة ونُشر من قبل المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد سنة ١٤١٣ ه ، ضمن مصنفات الشيخ المفيد المجلد الخامس ، الكتاب الثالث بتحقيق محمد باقر الابطحي ، وهو خال عن عبارة «الحج» المدعاة في كلام ابن تيمية ، وقد ضمّنهُ الشيخ رحمهالله مجموعة من الزيارات والادعيَة ، وحاله بذلك حال بقية علماء الطائفة من جمعهم الزيارات في فصل خاص يطلقُ عليه اصطلاحاً «كتاب المزار» ولا خصوصية له وراء ذلك كما أفاد المؤلف رحمهالله.