والصلاة على
المنافقين ، ورزية يوم الخميس ، ومنعه التبشير بالجنة أكبر شاهد على ما نقول. فلا يستغرب منه أن يجتهد بعد موت
النبي في نص حديث الخلافة فلا يرى وجوباً بقبول النص على علي بن أبي طالب الذي هو
أصغر قريش ، وحصر حق الاستخلاف بقريش وحدها ، وهو الذي حدا بعمر أن يختار قبل موته
ستة من عظماء قريش ليوفّق بين أحاديث النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وما يرتئيه هو من حق قريش وحدها في الخلافة ، ولعل إقحام
علي في الجماعة مع العلم المسبق بأنهم لا يختارونه ، هو تدبير من عمر ليجبر علياً
على الدخول معهم في اللعبة السياسية كما يسمونها اليوم وحتى لا تبقى له حجة عند
شيعته ومحبيه الذين يقولون بأولويته ، ولكن الإمام علياً تحدث عن كل ذلك في خطبة
أمام عامة الناس فقال في ذلك :
«فصبرت على طول
المدة وشدة المحنة ، حتى إذا مضى لسبيله جعلها في جماعة زعم أني أحدهم ، فيا لله
وللشورى ، متى اعترض الريب في مع الأول منهم حتى صرت أقرن إلى هذه النظائر ، لكني
أسففت إذ أسفوا وطرت إذ طاروا ، فصغى رجل منهم لضغنه ، ومال الآخر لصهره مع هن وهن
...» الخطبة .
رابعاً
ـ إن الإمام علي
سلام الله عليه احتج عليهم بكل شيء ولكن بدون جدوى ، وهل يستجدي الإمام علي بيعة
الناس الذي صرفوا وجوههم عنه ومالت قلوبهم لغيره إما حسداً له على ما أتاه الله من
فضله ، وإما حقداً عليه لأنه قتل صناديدهم وهشّم أبطالهم ، وأرغم أنوفهم ، وأخضعهم
وحطم كبرياءهم بسيفه وشجاعته حتى أسلموا واستسلموا وهو مع ذلك شامخ يذود عن ابن
عمّه لا
__________________