من بردها وأشد ما تجدون في الصيف من حرها» (١) وفي الصحيحين : «إذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم» (٢).
آخر تفسير سورة القارعة ، ولله الحمد والمنة.
تفسير سورة التكاثر
وهي مكية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ (١) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ (٢) كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ (٣) ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ (٤) كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (٥) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (٦) ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ (٧) ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) (٨)
يقول تعالى : أشغلكم حب الدنيا ونعيمها وزهرتها عن طلب الآخرة وابتغائها ، وتمادى بكم ذلك حتى جاءكم الموت وزرتم المقابر وصرتم من أهلها.
قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي حدثنا زكريا بن يحيى الوقاد المصري حدثني خالد بن عبد الدائم عن زيد بن أسلم عن أبيه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ) ـ عن الطاعة ـ (حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ) ـ حتى يأتيكم الموت» وقال الحسن البصري (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ) في الأموال والأولاد.
وفي صحيح البخاري في الرقاق منه وقال أخبرنا أبو الوليد ، حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك عن أبي بن كعب قال كنا نرى هذا من القرآن حتى نزلت (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ) يعني «لو كان لابن آدم واد من ذهب» (٣).
وقال الإمام أحمد (٤) : حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة سمعت قتادة يحدث عن مطرف يعني ابن عبد الله بن الشخير عن أبيه قال : انتهيت إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو يقول : (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ) يقول ابن آدم مالي مالي ، وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت؟» (٥) ورواه مسلم والترمذي والنسائي من طريق شعبة به.
__________________
(١) أخرجه البخاري في بدء الخلق باب ١٠ ، ومسلم في المساجد حديث ١٨٥ ، ١٨٧.
(٢) أخرجه البخاري في بدء الخلق باب ١٠ ، ومسلم في المساجد حديث ١٨٠ ، ١٨٤.
(٣) أخرجه البخاري في الرقاق باب ١٠.
(٤) المسند ٤ / ٢٤.
(٥) أخرجه مسلم في الزهد حديث ٣ ، والترمذي في تفسير سورة ١٠٢ ، باب ١ ، والنسائي في الوصايا باب ١.