وقال الإمام أحمد (١) : حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا إسرائيل ويحيى بن آدم ، حدثنا إسرائيل عن سماك بن حرب أنه سمع جابر بن سمرة يقول : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يصلي الصلوات كنحو من صلاتكم التي تصلون اليوم ، ولكنه كان يخفف ، وكانت صلاته أخف من صلاتكم ، وكان يقرأ في الفجر الواقعة ونحوها من السور.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ (١) لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ (٢) خافِضَةٌ رافِعَةٌ (٣) إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (٤) وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا (٥) فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا (٦) وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً (٧) فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ (٨) وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ (٩) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (١٠) أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (١١) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ) (١٢)
الواقعة من أسماء يوم القيامة سميت بذلك لتحقق كونها ووجودها كما قال تعالى : (فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ) [الحاقة : ١٥] قوله تعالى : (لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ) أي ليس لوقوعها إذا أراد الله كونها صارف يصرفها ولا دافع يدفعها كما قال : (اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللهِ) [الشورى : ٤٧] وقال (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ) [المعارج : ١ ـ ٢] وقال تعالى (وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) [الأنعام : ٧٣]. ومعنى (كاذِبَةٌ) كما قال محمد بن كعب لا بد أن تكون ، وقال قتادة : ليس فيها مثنوية ولا ارتداد ولا رجعة قال ابن جرير (٢) : والكاذبة مصدر كالعاقبة والعافية.
وقوله تعالى : (خافِضَةٌ رافِعَةٌ) أي تخفض أقواما إلى أسفل سافلين إلى الجحيم ، وإن كانوا في الدنيا أعزاء ، وترفع آخرين إلى أعلى عليين إلى النعيم المقيم ، وإن كانوا في الدنيا وضعاء ، هكذا قال الحسن وقتادة وغيرهما. وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي حدثنا يزيد بن عبد الرحمن بن مصعب المعني ، حدثنا حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي عن أبيه عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس (خافِضَةٌ رافِعَةٌ) تخفض أقواما وترفع آخرين ، وقال عبيد الله العتكي عن عثمان بن سراقة ابن خالة عمر بن الخطاب (خافِضَةٌ رافِعَةٌ) قال : الساعة خفضت أعداء الله إلى النار ورفعت أولياء الله إلى الجنة. وقال محمد بن كعب : تخفض رجالا كانوا في الدنيا مرتفعين ، وترفع رجالا كانوا في الدنيا مخفوضين ، وقال السدي : خفضت المتكبرين ورفعت المتواضعين ، وقال العوفي عن ابن عباس (خافِضَةٌ رافِعَةٌ) أسمعت القريب والبعيد ،
__________________
(١) المسند ٥ / ١٠٤.
(٢) تفسير الطبري ١١ / ٦٢٢.