وأخرج ابن أبي الدّنيا ، من طريق ليث ، عن مجاهد ، ما كان باب من العبادة إلا تكلّفه ابن الزّبير.
ولقد جاء سيل بالبيت (١) ، فرأيت ابن الزبير يطوف سباحة.
وشهد ابن الزّبير اليرموك مع أبيه الزبير ، وشهد فتح إفريقية ، وكان البشير (٢) بالفتح إلى عثمان. ذكره الزبير وابن عائذ : واقتصّ الزبير قصة الفتح. وإن الفتح كان على يده ، وشهد الدار ، وكان يقاتل عن عثمان ، ثم شهد الجمل مع عائشة ، وكان على الرّجالة.
قال الزّبير : حدثني يحيى بن معين ، عن هشام بن يوسف ، عن معمر : أخبرني هشام بن عروة ، قال : أخذ عبد الله بن الزبير من وسط القتلى يوم الجمل ، وفيه بضع وأربعون جراحة ، فأعطت عائشة البشير الّذي بشّرها بأنه لم يمت عشرة آلاف ، ثم اعتزل ابن الزبير حروب علي ومعاوية ، ثم بايع لمعاوية فلما أراد أن يبايع ليزيد امتنع وتحوّل إلى مكة ، وعاد بالحرم ، فأرسل إليه يزيد سليمان أن يبايع له ، فأبى ، ولقّب نفسه عائذ الله ، فلما كانت وقعة الحرّة وفتك أهل الشّام بأهل المدينة ثم تحولوا إلى مكّة فقاتلوا ابن الزبير واحترقت الكعبة أيام ذلك الحصار ففجعهم الخبر بموت يزيد بن معاوية ، فتوادعوا ورجع أهل الشام وبايع الناس عبد الله بن الزبير بالخلافة ، وأرسل إلى أهل الأمصار يبايعهم إلا بعض أهل الشام ، فسار مروان فغلب على بقية الشام ، ثم على مصر ، ثم مات ، فقام عبد الملك بن مروان فغلب على العراق ، وقتل مصعب بن الزبير ثم جهّز الحجاج إلى ابن الزبير ، فقاتله إلى أن قتل ابن الزبير في جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين من الهجرة. وهذا هو المحفوظ ، وهو قول الجمهور.
وعند البغويّ عن ابن وهب عن مالك أنه قتل على رأس اثنتين وستين (٣) ، وكأنه أراد بعد انقضائها.
٤٧٠١ ـ عبد الله بن زغب الإيادي (٤) :
قال أبو زرعة الدّمشقيّ ، وابن ماكولا : له صحبة. وقال العسكريّ : خرجه بعضهم في
__________________
(١) في أ : سبل طبق البيت.
(٢) في أ : وكتب الحسين بالفتح.
(٣) في أ : وسبعين.
(٤) تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣١١ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٢١٧ ، الكاشف ٢ / ٨٧ ، تقريب التهذيب ١ / ٤١٦ ، خلاصة تذهيب ٢ / ٥٧ ، أسد الغابة ت (٢٩٥٠) ، الاستيعاب ت (١٥٥٤).