الحديث ، وفيه : وكنا نمنع الناس أن يقفوا بعرفة ، ونقف ببطن محسّر (١) يمنة عرفة ، فرقا من أن يتخطّفنا الجن ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أجيزوا (٢) بطن عرفة ، فإنّما هم إذا أسلموا إخوانكم» (٣). قال : فعلّمنا النبيّ صلىاللهعليهوسلم التلبية : لبيك اللهمّ لبيك ... إلى آخرها. لفظ الطبراني.
وقال في «الأوسط» : لم يروه عن شرقي إلا محمد بن زياد. وأخرجه ابن مندة من طريق أحمد بن محمد بن الصلت ، عن محمد بن زياد ، فخالف السند الأول ، فقال عن شرقي ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، قال : سمعت عمرو بن معديكرب. وابن الصلت متروك.
وقال يعقوب بن سفيان : حدثنا إسماعيل بن أبي أويس ، حدثنا أبي عن عمرو بن شمر ، عن أبي طوق ، عن شرحبيل ، كذا قال عمرو بن شمر فيهما.
قال عبد الغنيّ بن سعيد : اسم أبي طلق الغامدي عدي بن حنظلة ، وله حديث آخر في فضل بسم الله الرحمن الرحيم موقوف ، أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق ، والدينَوَريّ في المجالسة بسندين كلّ منهما واه ـ أن عمرو بن معديكرب كان في مجلس عمر بن الخطاب ، فذكره.
وأخرج الدّولابيّ عن أبي بكر الوجيهي ، عن أبيه ، عن أبي صالح بن الوجيه ، قال : في سنة إحدى وعشرين كانت وقعة نهاوند ، فقتل النعمان بن مقرّن ، ثم انهزم المسلمون. وقاتل عمرو بن معديكرب يومئذ حتى كان الفتح [فأثبتته] الجراحة فمات بقرية روذة (٤).
قال الوجيهيّ : وأنشدني غيره في ذلك لدعبل بن علي الخزاعي :
الطويل
لقد عادت الرّكبان حين تحمّلوا |
|
بروذة شخصا لا جبانا ولا غمرا |
فقل لزبيد بل لمذحج كلّها |
|
رزئتم أبا ثور قريع الوغى عمرا (٥) |
ومن طريق خالد بن قطن ، حدثني من شهد موت عمرو بن معديكرب : كان قد رقد ،
__________________
(١) بطن محسّر : بضم الميم وفتح الحاء وتشديد السين وكسرها هو ٤ / ٦٩٠ وادي المزدلفة وفي كتاب مسلم أنه من منى وفي الحديث : المزدلفة كلها موقف إلّا وادي محسّر. انظر معجم البلدان ١ / ٥٣٣.
(٢) في أ : أخبروا.
(٣) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ١٢٤٢٠ وعزاه إلى البغوي وابن مندة وابن عساكر.
(٤) روذة : محله بالريّ ، وقيل قرية من قراها. انظر مراصد الاطلاع ٢ / ٦٤٠.
(٥) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (٤٠٣٢) ، الاستيعاب ترجمة رقم (١٩٨١).