لي : إليك عن طريق رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال : «دعوا الرّجل ، أرب (١) ما له» ، فزاحمتهم (٢) حتى خلصت إليه ، فأخذت بخطام راحلته أو زمامها ، قال : فما غيّر عليّ ، قلت : شيئين أسألك عنهما : ما ينجيني من النار؟ وما يدخلني الجنة؟ فذكر الحديث.
تابعه يونس عن أبي إسحاق ، عن المغيرة بن عبد الله ، عن أبيه ، قاله ابن أبي حاتم.
قلت : وهو عند أحمد أيضا عن وكيع وأبي قطن ، وهما عن يونس.
وأخرجه أيضا من طريق عمرو بن حسان المكّي : حدثني المغيرة بن عبد الله اليشكري ، عن أبيه ، قال : دخلت مسجد الكوفة أول ما بنى ... الحديث.
ورواه البغويّ من طريق عبد الرحمن بن زيد اليمامي ، عن أبيه ، عن المغيرة بن عبد الله اليشكري ، عن أبيه ، قال : انتهيت إلى ابن المنتفق وهو في مسجد الكوفة فسمعته يقول : استفرهت ناقة لي ، فخرجت أطلب محمدا ... فذكره.
[ورواه ابن عدي عن ابن عوف ، عن محمد بن جحادة ، عن رجل ، عن زميل له ، عن أبيه ، وكان أبوه يكنى أبا المنتفق ، قال : كان بمكة فسأل] (٣).
وقال أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا معمر ، عن أبي إسحاق ، عن المغيرة بن عبد الله ، عن أبيه ، قال : انتهيت إلى رجل يحدّث قوما ... فذكره ، ولم يقل ابن المنتفق (٤).
__________________
(١) في هذه اللفظة ثلاث روايات :
إحداها : أرب بوزن علم ، ومعناها الدعاء عليه أي أصيبت آرابه وسقطت ، وهي كلمة لا يراد بها وقوع الأمر ، كما يقال : تربت يداك ، وقاتلك الله ، وإنما تذكر في معرض التعجب ، وفي هذا الدعاء من النبيّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قولان :
أحدهما : تعجبه من حرص السائل ومزاحمته.
والثاني : أنه لما رآه بهذه الحال من الحرص غلبه طبع البشرية فدعا عليه ، وقد قال في غير هذا الحديث «اللهمّ إنما أنا بشر فمن دعوت عليه فاجعل دعائي له رحمة» وقيل : معناه احتاج فسأل ، من أرب الرجل يأرب إذا احتاج ، ثم قال : «ما له» أي أي شيء به؟ وما يريد؟.
والرواية الثانية «أرب مّا له» بوزن جمل أي حاجة له وما زائدة للتقليل أي له حاجة يسيرة ، وقيل معناه حاجة جاءت به فحذف ، ثم سأل فقال : «ما له».
والرواية الثالثة : أرب بوزن كتف ، والأدب الحاذق الكامل أي هو أرب فحذف المبتدأ ثم سأل فقال : ما له أي ما شأنه النهاية ١ / ٣٥.
(٢) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٦ / ١٢٤ عن عبد الله أبو المغيرة وأخرجه أحمد من المسند ٦ / ٣٨٣ ، والطبراني في الكبير ١٩ / ٢٠٩ وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ١٤٥٥.
(٣) سقط من أ.
(٤) في أقال كان يملكه فسأله.