وغيرهما ، وفيه قول النبي صلىاللهعليهوسلم : «ما علمت عليه إلّا خيرا» (١).
وقصته مع حسّان مشهورة أيضا ، ذكرها يونس بن بكير في زيادات المغازي موصولة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ، قالت : وقعد صفوان بن المعطل لحسان فضربه بالسيف قائلا
تلقّ ذباب السّيف منّي فإنني |
|
غلام إذا هو جيت لست بشاعر (٢) |
[الطويل] فجاء حسّان إلى النّبي صلىاللهعليهوسلم ، فاستعداه على صفوان ، فاستوهبه الضربة فوهبها له.
وذكره موسى بن عقبة في «المغازي» ، عن الزّهري نحوه. وزاد أنّ سعد بن عبادة كفن (٣) صفوان حلّة ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «كساه الله من حلل الجنّة» (٤).
قال البغويّ عن الواقديّ : يكنى أبا عمرو. وله ذكر في حديث آخر أخرجه ابن حبّان وابن شاهين من طريق سعيد المقبري ، عن أبي هريرة ، قال : سأل صفوان بن المعطّل عن ساعات الليل والنهار ، هل فيها شيء يكره فيه الصّلاة؟ فقال النبيّ صلىاللهعليهوسلم : «نعم ...» الحديث.
ووقع عند أبي يعلى ، وعبد الله بن أحمد ، عن سعيد المقبري عن صفوان ، والأول أصحّ ..
قال ابن إسحاق : قتل صفوان في خلافة عمر في غزاة أرمينية شهيدا سنة تسع عشرة. وقد روى ذلك البخاريّ في تاريخه ، وثبت في الصّحيح عن عائشة أنه قتل في سبيل الله.
وروى أبو داود من طريق أبي صالح عن أبي سعيد ، قال : جاءت امرأة صفوان إلى النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، فقالت : يا رسول الله ، إن زوجي صفوان يضربني ... الحديث. وإسناده صحيح ، ولكن يشكل عليه أن عائشة قالت في حديث الإفك : إنّ صفوان قال : والله ما كشفت كنف أنثى قطّ.
__________________
(١) أورده الهيثمي في الزوائد ٩ / ٣٦٦ ـ ٣٦٧ ، عن سعد مولى أبي بكر قال شكا رجل إلى النبي صلىاللهعليهوسلم صفوان ابن المعطل وكان يقول هذا الشعر فقال صفوان هجاني فقال دعوا صفوان فإن صفوان خبيث اللسان طيب القلب. قال الهيثمي رواه الطبراني وفيه عامر بن صالح بن رستم وثقه غير واحد وضعفه جماعة وبقية رجاله رجال الصحيح قلت : وثبت في الصحيح أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : ما علمت عليه إلا خيرا.
(٢) ينظر البيت في أسد الغابة ت (٢٥٢٤) ، الاستيعاب ت (١٢٢٨).
(٣) في أكسا.
(٤) أخرجه ابن عساكر في التاريخ ٦ / ٤٤٤.