لوكيله ادع الفعلة وأعطهم الأجرة مبتدئا من الآخرين إلى الأولين ٩ فجاء أصحاب الساعة الحادية عشرة وأخذوا دينارا دينارا ١٠ فلما جاء الأولون ظنوا أنهم يأخذون أكثر ، فأخذوا هم أيضا دينارا دينارا ١٠ ، ١١ وفيما هم يأخذون تذمروا على رب البيت ١٢ قائلين هؤلاء الآخرون عملوا ساعة واحدة وقد ساويتهم بنا نحن الذين احتملنا ثقل النهار والحر ١٣ فأجاب وقال لواحد منهم يا صاحب ما ظلمتك أما اتفقت معي على دينار ١٤ فخذ الذي لك واذهب فإني أريد أن أعطي هذا الأخير مثلك ١٥ أو ما يحل لي أن أفعل ما أريد بمالي ، أم عينك شريرة لأني أنا صالح ١٦ هكذا يكون الآخرون أوّلين والأولون آخرين ، لأن كثيرين يدعون وقليلين ينتخبون». فالآخرون أمة محمد صلىاللهعليهوسلم ، فهم يقدمون في الأجر وهم الآخرون الأولون ، كما قال النبيّ صلىاللهعليهوسلم «نحن الآخرون السابقون». وقال : «ان الجنة حرمت على الأنبياء كلهم حتى أدخلها ، وحرمت على الأمم حتى تدخلها أمتي».
البشارة السادسة عشر : في الباب الحادي والعشرين من إنجيل متى هكذا : «٣٣ اسمعوا مثلا آخر : كان إنسان رب بيت غرس كرما وأحاطه بسياج وحفر فيه معصرة وبنى برجا وسلمه إلى كرامين وسافر ٣٤ ولما قرب وقت الثمار ، أرسل عبيده إلى الكرامين وسافر ليأخذ أثماره ٣٥ فأخذ الكرامون عبيده وجلدوا بعضا وقتلوا بعضا ورجموا بعضا ٣٦ ثم أرسل أيضا عبيدا آخرين أكثر من الأولين ففعلوا بهم كذلك ٣٧ فأخيرا أرسل إليهم ابنه قائلا يهابون ابني ٣٨ وأما الكرامون فلما رأوا الابن قالوا فيما بينهم هذا هو الوارث هلموا نقتله ونأخذ ميراثه ٣٩ فأخذوه وأخرجوه خارج الكرم وقتلوه ٤٠ فمتى جاء صاحب الكرم ما ذا يفعل بأولئك الكرامين ٤١ قالوا له أولئك الأردياء يهلكهم هلاكا رديا ويسلم الكرم إلى كرامين آخرين يعطونه الأثمار في أوقاتها ٤٢ قال لهم يسوع أما قرأتم قط في الكتب الحجر الذي رفضه البناءون هو قد صار رأس الزاوية من قبل الرب ، كان هذا وهو عجيب في أعيننا ٤٣ لذلك أقول لكم ان ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل أثماره ٤٤ ومن سقط على هذا الحجر يترضض ومن سقط هو عليه يسحقه ٤٥ ولما سمع رؤساء الكهنة والفريسيون أمثاله عرفوا أنه تكلم عليهم». أقول ان رب بيت كناية عن الله ، والكرم كناية عن الشريعة ، وإحاطته بسياج وحفر المعصرة فيه وبناء البرج كنايات عن بيان المحرمات والمباحات والأوامر والنواهي ، وأن الكرامين الطاغين كناية عن اليهود كما فهم رؤساء الكهنة والفريسيون أنه تكلم عليهم ، والعبيد المرسلين كناية عن الأنبياء عليهمالسلام ، والابن كناية عن عيسى عليهالسلام. وقد عرفت في الباب الرابع أنه لا بأس بإطلاق هذا اللفظ عليه ، وقد قتله اليهود أيضا في زعمهم. والحجر الذي رفضه البناءون كناية عن محمد صلىاللهعليهوسلم ، والأمة التي تعمل أثماره كناية عن أمته صلىاللهعليهوسلم ، وهذا هو الحجر الذي كل من سقط عليه يترضض وكل من سقط هو عليه سحقه. وما ادعى العلماء المسيحية بزعمهم