الذي يوجد فيه أحكام الدين المسيحي وعقائده يوجد فيه صدق الإنجيل ومعانيه وجميع روايات الدين المسيحي التي هي لسانية». ثم قال في تلك الرسالة : «إن أرجن قال أنه لا يليق بنا أن نعتبر الناس الذين ينقلون عن الكتب المقدسة ، ثم يقولون أن الكلام في بيتكم فانظروا فيه ، لأنه لا يليق بنا أن نترك الرواية الأولى التي في الكنيسة ، أو نعتقد غير ما بلغ إلينا كنائس الله برواية مسلسلة». ثم قال في تلك الرسالة : «كتب باسليوس ان المسائل الكثيرة محفوظة في الكنيسة يوعظ بها ، أخذت بعضها من الكتب المقدسة ، وبعضها من الروايات اللسانية ، وقوتهما في الدين مساوية. ومن كان له وقوف ما على الشريعة العيسوية لا يعترض على هذا». ثم قال في تلك الرسالة : «قال أبي فانيس في كتابه الذي ألفه في مقابلة المبتدعين : ولنستعمل الرواية اللسانية لأن جميع الأشياء لا توجد في الكتب المقدسة». ثم قال في تلك الرسالة : «أن كريزاستم صرّح في شرح الآية الرابعة عشر من الباب الثاني من الرسالة الثانية إلى أهل تسالونيقي : ظهر من هذا صراحة أن الحواريين لم يبلغوا الأشياء كلها إلينا بواسطة التحرير ، بل بلغوا أشياء كثيرة بدون التحرير أيضا وكلتاهما متساويتان في الاعتبار. ولذلك فلنلاحظ أن رواية الكنيسة منشأ الإيمان. وإذا ثبت شيء بالرواية اللسانية فلا نطلب زائدا عليه». ثم قال في تلك الرسالة : «ان اكستائن كتب في حق الشخص الذي حصل له الاصطباغ من المبتدعين أنه وإن لم يوجد السند التحريري في هذا الباب لكنه يلاحظ أن هذا الرسم أخذ من الرواية اللسانية ، لأن الأشياء الكثيرة تسلم الكنيسة العامة أن الحواريين قرروها وهي ليست بمكتوبة». ثم قال في تلك الرسالة : «إن الأسقف ون سنت قال : فليفسر المبتدعون الكتب المقدسة على وفق رواية الكنيسة العامة». انتهى كلامه. وعلم من أقواله الاثني عشر أن الروايات اللسانية مبنى إيمان فرقة كاتلك ، وكانت معتبرة عند القدماء. وفي الصفحة ٦٣ من المجلد الثالث من كاتلك هرلد : «أورد رب موسى قدسي شواهد كثيرة على أن متن الكلام المقدس لا يفهم بدون معونة الحديث والرواية اللسانية. واقتدى مشايخ كاتلك بهذه القاعدة في كل وقت. وقال ترتولين : فليرجع لإدراك الشيء الذي علم المسيح والحواريين إلى الكنائس التي بناها الحواريون وعلموها بتحريراتهم ورواياتهم اللسانية». انتهى.
فعلم من هذه العبارات المذكورة أن اليهود عندهم تعظيم الروايات والأحاديث أزيد من تعظيم التوراة ، وأن جمهور القدماء المسيحية مثل كليمنس وأرينيوس وهجيسي وپوليكارب وپولي كراتيس وتاركثوس وتهيوفلوس وكاسيوس وكلاروس وكليمنس اسكندريانوس وايفريكانوس وترتولين وارجن وباسلنوس وابي فانيس وكريزاستم واكستاين وون سنت الأسقف وغيرهم كانوا يعظمون الروايات اللسانية تشبثا قويا. وكليمنس قال في وصف مشايخه : انهم