من الآباء والأجداد». انتهى كلامه. وعلم من أقواله السبعة عشر أن القدماء المسيحية كانوا يعتبرون الرواية اللسانية اعتبارا عظيما.
قال جان ملتر كاتلك في كتابه الذي طبع في بلد دربي سنة ١٨٤٣ في رسالته العاشرة التي أرسلها إلى جيمس برون : «إني كتبت فيما قبل أيضا أن مبنى إيمان كاتلك ليس كلام الله الذي هو مكتوب فقط ، بل أعم مكتوبا كان أو غيره مكتوب ، يعني الكتب المقدسة والروايات اللسانية على ما شرحتهما كنيسة كاتلك به». ثم قال في تلك الرسالة : «إن أرينيوس قال في الباب الخامس من المجلد الثالث من كتابه أنه لا يوجد لطالبي الحق أمر أسهل من أن يتفحصوا في كل كنيسة عن الروايات اللسانية التي هي منقولة عن الحواريين وأظهروها في العالم كله». ثم قال في تلك الرسالة : «أن ارينيوس قال في الباب الثالث من المجلد الأول من كتابه أن ألسنة الأقوام وإن كانت مختلفة لكن حقيقة الرواية اللسانية في كل موضع متحدة. كنائس الجرمن ليست مخالفة في التعليم والعقائد لكنائس فرانس وإسبانيا والمشرق ومصر وليبيا». ثم قال في تلك الرسالة : «إن أرينيوس قال في الباب الثاني من المجلد الثالث ، ولما كان تحرير حال سلاسل الكنائس كلها يفضي إلى التطويل ، فلذلك نرجع إلى رواية وعقيدة كنيسة الروم التي هي قديمة وعظيمة ومشهورة جدا وبناها بطرس وبولس ، والكنائس كلها موافقة لها ، لأن الروايات اللسانية المنقولة عن الحواريين جيلا بعد جيل كلها محفوظة فيها». ثم قال في تلك الرسالة : «إن أرينيوس قال في الباب الرابع والستين من الكتاب الرابع : ولو فرضنا أن الحواريين لم يتركوا الكتب لنا ، فنقول انه أما كان لازما علينا أن نطيع الأحكام التي ثبتت بالرواية اللسانية التي هي منقولة عن الحواريين وكانوا سلموها للناس الذين سلموها للكنيسة ، وهذه الروايات هي التي يعمل بحسبها الوحشيون الذين آمنوا بالمسيح بلا استعمال الحروف والمداد». ثم قال في تلك الرسالة : «إن ترتولين قال في كتابه الذي ألفه في رد أهل البدعة وطبع في بلد رهنان في الصفحة ٣٦ و ٣٧ إن عادة أهل البدعة أنهم يتمسكون بالكتب المقدسة ويستدلون ويقولون انه ليس غير الكتب المقدسة المكتوبة شيئا قابلا لأن يجعل مبنى الإيمان ويقال بحسبه ، ويعجزون بهذه الحيلة الأقوياء ويلقون الضعفاء في شبكاتهم ويوقعون المتوسطين في الشك. ولذا نقول لا تجيزوا هؤلاء أبدا أن يناظروا مستدلين بالكتب المقدسة ، لأنه لا تترتب على المباحثة التي تكون بالكتب المقدسة فائدة ما غير أن يصير الدماغ والبطن خاليين. فذلك طريقة الرجوع إلى الكتب المقدسة غلط ، لأنه لا يحصل انفصال أمر من هذه الكتب ، وإن حصل شيء يكون على الوجه الناقص. ولو لم يكن هذا الأمر أيضا كانت طريقة المباحثة في تلك الصورة أيضا أن يحقق أولا أن الكتب المقدسة علاقتها من أي الناس وبلغ أي شخص إلى أي شخص في أي وقت الرواية التي صرنا بسببها مسيحيين ، لأن الموضع