/ ١٣ / وكقوله تعالى : (أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) [القمر : ٤٤ ـ ٤٥] وعن عمر ، رضي الله تعالى عنه ، أنه قال : لما نزلت لم أعلم ما هو حتى كان يوم بدر ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو يلبس درعه ويقول : سيهزم الجمع ، فعلمته. / ١٤ / وكقوله تعالى : (قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ) [التوبة : ١٤] ، وقد وقعت هذه الأقوال كما أخبر. / ١٥ / وكقوله تعالى : (لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً) ـ إما بالطعن في محمد وعيسى عليهماالسلام ، وإما بتخويف الضعفة من المسلمين ـ (وَإِنْ يُقاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ) [آل عمران : ١١١]. فأخبر فيه عن ثلاث مغيبات : الأول : ان المؤمنين يكونوا آمنين من ضرر اليهود. والثاني : لو قاتلوا المؤمنين ينهزمون. والثالث : انه لا يحصل لهم قوة وشوكة بعد الانهزام. وكلها وقع. / ١٦ / وكقوله تعالى : (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ. وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ...) [آل عمران : ١١٢] ، وقد وقع كما أخبر. وليس لليهود وحكومة في موضوع من المواضع ، وفي كل إقليم يوجدون رعايا مضروبا عليهم الذلة. / ١٧ / وكقوله تعالى : (سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ ...) [آل عمران : ١٥١] ، وقد وقع يوم أحد بوجهين كما أخبر : الأول : ان المشركين لما استولوا يوم أحد على المسلمين وهزموهم أوقع الله الرعب في قلوبهم ، فتركوهم وفروا منهم من غير سبب. والثاني : انهم لما ذهبوا إلى مكة ، فلما كانوا في بعض الطريق ندموا ، فقالوا : بشما صنعتم أنكم قتلتموهم ، حتى إذا لم يبق إلا الشديد تركتموهم. ارجعوا فاستأصلوهم قبل أن يجدوا قوة وشوكة. فقذف الله في قلوبهم الرعب ، فذهبوا إلى مكة. / ١٨ / وكقوله تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) [الحجر : ٩] أي من التحريف والزيادة والنقصان مما تواتر عند علماء الأعيان من قرّاء الزمان. وقد وقع كما أخبر. فما قدر أحد من الملاحدة والمعطلة والقرامطة أن يحرّف شيئا منه ، لا حرفا من حروف مبانيه ولا من حروف معانيه ، ولا إعرابا من إعراباته إلى هذه المدة التي نحن فيها ، أعني ألفا ومائتين وثمانين من الهجرة ، بخلاف التوراة والإنجيل وغيرهما ، كما عرفت في الباب الأول والثاني. والحمد لله على إتمام هذه النعمة. / ١٩ / وكقوله تعالى : (لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ) ـ أي التحريف بالزيادة والنقصان ـ (مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) [فصلت : ٤٢]. وحال هذا القول كالقول السابق. / ٢٠ / وكقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ) ـ أي أحكامه وفرائضه ـ (لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ) [القصص : ٨٥] روي أنه ، عليهالسلام ، لما خرج من الغار وسار في غير الطريق مخافة الطلب ، فلما أمن ، رجع إلى الطريق ونزل بالجحفة بين مكة والمدينة ، وعرف الطريق