منك. فبعث عليا (ع) (١) فأخذ (٢) الصحيفة من أبى بكر بعد أن لحقه فى طريقه ، ومضى. فلمّا وافى «منى» (٣) يوم النّحر ، أذّن فى النّاس حتى اجتمعوا ، فقرأها ، وردّ إليهم عهدهم : أن لا يحجّ بعد هذا العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان (٤) ؛ ومن كان له عند رسول الله عهد او (٥) ذمّة ، فهو إلى مدّة أربعة أشهر ، ليرجع كل قوم إلى مأمنهم من بلادهم ، ثم لا عهد بعد ذلك لمشرك ، إلا من كان له عهد (٦) عند رسول الله (ص) إلى أجل معلوم ، فعلى رسول الله الوفاء بذلك. فلو (٧) شاء أن يكابرهم قبل أن يرجعوا إلى ديارهم ، ويوقع بهم ، لفعل ؛ ولكنّه ، أراد أن يفى بذمّتهم ، ولم يغزهم فى ديارهم ولم يرعبهم (٨) حتى أخذوا حذرهم ، وفاء بعهدهم واجتنابا للخديعة والمكر بهم (٩).
(٨) وأمّا (١٠) التّواضع ، فإنّه (ص) مع رفيع منزلته (١١) وهيبته فى صدور النّاس ، كان يبدر (١٢) من لقى بالسّلام ؛ وكان (١٣) لا يتقدّم أصحابه إذا مشى ؛ و (كان) يقف للصّغير (١٤) والكبير ، والغنىّ والفقير ، والنّساء والرّجال ؛ ولا ينصرف عمّن يقف له (١٥) حتى ينصرف عنه صاحبه ؛ ولا يقوم فى مجلسه عن جليسه ، حتى يقوم (١٦) عنه ؛ و (كان) يقعد حيث ينتهى (١٧) به المجلس ؛ وكان الفقير والضّعيف أقرب إليه من الغنىّ (١٨) والقوىّ حتى انّه : رؤى واقفا على عجوز حتّى أعيا. فقيل له : يا رسول الله أطلت الوقوف على هذه المرأة! فقال : «إنّها عجوز (١٩) كانت تأتينا (٢٠) أيّام خديجة ، وإنّ حسن العهد من الايمان» وفى حديث
__________________
(١) ـ (ع): ـ A ـ A ، كرم الله وجهه B ، كرم الله وجهه فى الجنةC (٢) فاخذ : واخذABC (٣) ـ منى : مناC (٤) ـ عريان : ـ A (٥) او : وB (٦) ـ عهد : ـ A (٧) ـ فلو : ولوAC ـ (٨) ـ لم يرعبهم : لا يرعبهم A (٩) ـ والمكر بهم : وانما كربهم A (١٠) ـ واما : فاماB (١١) منزلته : المنزلةA (١٢) ـ يبدر : يندرA (١٣) كان : ـ ABC (١٤) ـ للصغير : على الصغيرABC (١٥) ـ له : عليه ABC (١٦) ـ يقوم : يقدم A (١٧) ـ ينتهى : انتهى AB (١٨) ـ الغنى : + فقيرB (١٩) ـ عجوز ... عجوز : ـ A (٢٠) تاتينا : تاتينهاA