وهما بحيث نراهما ؛ وحضر هذا المجلس معنا المعروف بأبى بكر ختن (١) التّمار المتطبّب. فقال الملحد فى باب المثل الّذي (٢) أراد أن يثبت به الحركة الفلتيّة التى أبدعها : (٤) ـ هل ترى هذا القاضى قاعدا مع الأمير؟
قلت : نعم!
قال : أرأيت لو أنه (٣) تناول طعاما ريا حيّا ، فتحرّكت الرّياح فى جوفه واشتدّت ، وهو يمسكها ويضبط نفسه ، وهو لا يرسلها حذرا من أن يتأذّى (٤) الأمير بنتنها ، أو حذرا من أن يكون لها وقع (٥) ، فيفتضح ؛ ثمّ تغلبه الرياح فتفلت منه ؛ فليست هذه الحركة طبيعيّة ولا قسرية ، بل هى فلتيّة.
قلت : ألست (٦) تزعم أنّ علّة هذه الرّياح التى انفلتت (٧) من القاضى ، هى الطّعام الّذي تناوله؟
قال : نعم!
قلت : فيجب إذا (٨) ، أن تكون لهذه الحركة الفلتيّة التى تزعم أنّها حرّكت شهوة النّفس ، علّة قد تقدّمت الحركة حتى أحدثتها (٩) فى النّفس ، كما أنّ الطعام علّة لهذه (١٠) الرّياح. وإذا كانت هنالك (١١) علّة (١٢) قد تقدّمت ، فلا بدّ أن تكون قديمة مع النّفس ، أو أحدثها محدث. فان كانت قديمة معها ، فهى (١٣) طبيعيّة. ويجب أن تكون النفس أبدا متحرّكة بهذه الحركة ، لأنّ الطّبع لا يفتر عن عمله ؛ ويجب أيضا أن تعدّها مع هذه الخمسة التى تزعم أنّها قديمة. وإن كانت هذه الحركة محدثة ، فهى قسريّة.
__________________
(١) ـ ختن : خنن A (٢) ـ الّذي : ـ C (٣) ـ انه : ـ C (٤) ـ يتأذى : + به A (٥) ـ وقع : وقعاABC (٦) ـ الست : لست B (٧) انفلتت : انفلت B (٨) ـ اذا : ـ A (٩) ـ احدثتها : احدثهاC (١٠) ـ لهذه : هذه C (١١) هنالك : هذا لك A (١٢) علة : ـ A (١٣) ـ فهى : وهى C