فى حب رسول الله (ص) تابعين (١) له على (٢) دينه ، قابلين لسنته وأحكامه باذلين (٣) له (٤) أنفسهم (٥) ومهجهم (٦) وأموالهم. وعلى هذا تابعه من آمن به فى دار هجرته لمّا سمعوا القرآن وأثّرت (٧) قوته فى قلوبهم ، فآووه ونصروه ، وأحبوا من هاجر إليهم ، واتّخذ بعضهم بعضا إخوانا ، وواسوهم بأموالهم وآووهم (٨) فى ديارهم ، ونابذوا آباءهم وأبناءهم وعشائرهم ، فقطعوا كل عهد وذمّة كانت بينهم وبين من يحاددهم ، وردوا كلّ جوار وحرمة كانت بينهم بعضهم فى بعض ، وآثروا محمدا (ص) ومن هاجر معه إليهم ، على جميع من ذكرنا من القريب والبعيد ، ونزلوا على حكمه ، ولم يقبل إيمانهم حتى حكّموه فى أنفسهم وأموالهم وذراريهم ، ورضوا بذلك وسلّموا (٩) له ، وهم مختارون (١٠) غير مجبرين وطائعون غير مكرهين ؛ وتلا عليهم (١١) قول الله عزوجل : (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) ، وقوله : (ما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً) ، فقبلوا ذلك منه وألزمهم هذه الشّرائط ، وهو رجل وحيد فريد (١٢) لا سلطان له عليهم ولا مال له ولا عشيرة تعينه ولا قبيلة. فقبلوا منه هذه الشرائط طيّبة بذلك أنفسهم مع ما قد جبل الله عليه البشر من حبّ من أحسن إليها ، والنّفور ممّن أساء إليها ؛ ولم ينالوا (١٣) منه من أمر الدّنيا شيئا (١٤) ، من أعراضها (١٥) التى (١٦) يعدّها من يؤثر الدّنيا إحسانا ، بل نالوا منه هذه الأسباب التى يعدونها إساءة اذا آثروا الدّنيا على الآخرة ؛ كما قالت له قريش : قطعت أرحامنا وسفّهت أحلامنا وعبت أدياننا
__________________
(١) تابعين : تابعون ABC (٢) على : عن B (٣) ـ باذلين : باذلون ABC (٤) له : ـ C (٥) له انفسهم : لانفسهم B (٦) مهجهم : مهجتهم C (٧) ـ اثرت : اثرات A (٨) ـ آووهم : آووه B (٩) ـ سلموا : تسلمواC (١٠) مختارون : مختارين C (١١) ـ عليهم : C (١٢) ـ وحيد فريد : فريد وحيدB (١٣) ـ ينالوا : تنالواA (١٤) شيئا : ـ C (١٥) اعراضها : اعراضه C (١٦) التى : ـ B