(٢) ثم قال : وأيم الله لو وجب أن يكون كتاب حجّة ، لكانت كتب أصول الهندسة والمجسطي الّذي (١) يؤدّى الى معرفة حركات الفلك والكواكب ونحو كتب المنطق وكتب (٢) الطّب التى فيها علوم مصلحة الأبدان ، أولى بالحجّة ممّا لا يفيد نفعا ولا ضرّا ولا يكشف مستورا ـ يعنى به القرآن العظيم ـ وقال أيضا : من (٣) ذا يعجز عن تأليف الخرافات بلا بيان ولا برهان الا دعاوى أنّ ذلك حجة ، وهذا باب إذا دعا إليه الخصم سلّمناه وتركناه وما قد حل به من سكرة (٤) الغفلة (٥) والهوى ، مع ما أنّا نأتيه بأفضل منه من الشّعر الجيّد والخطب البليغة والرّسائل البديعة ، مما هو أفصح وأطلق وأسجع منه ؛ وهذه (٦) معانى تفاضل الكلام فى ذاته. فأما تفاضل الكلام على الكتاب فلامور كثيرة فيها (٧) منافع كثيرة ، وليس فى القرآن شيء من ذلك (٨) الفضل ، إنّما هو فى باب الكلام والقرآن خلو من هذه التى ذكرناها.
هذا قول (٩) الملحد لعنه الله واحتجاجه وطعنه على القرآن الّذي هو كتاب محمّد (ص) ومعجزته وكلام الله عزوجل ، وجهله بما فيه من (١٠) الأمور العظيمة التى (١١) : «لئن اجتمعت الانس والجنّ على أن يأتوا بمثله لعجزوا عنه ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ، كما قال الله عزوجل. ونحن
__________________
(١) ـ الّذي : الله B (٢) ـ المنطق والكتب : ـ A (٣) ـ من : وماC (٤) ـ سكرة : سكرBC ـ (٥) الغفلة : العقل C (٦) ـ هذه : هذاB (٧) ـ فيها : وليس فى A (٨) ـ ذلك : ـ B (٩) ـ قول : فعل C (١٠) ـ من : ومن B (١١) ـ التى : الّذي B