عدد ركعاتها ، وحدود الزّكوات (١) ، ومواقيت الصّيام (٢) وغير ذلك من الفروع امتحانا من الله عزوجل (٣) لخلقه واختبارا لهم ، كما أمر موسى (ع) بالصّلاة التى هى أصل الدّين فى جميع الشّرائع ، ولكنّه أمره (٤) أن يتّخذ بيت المقدس قبلة (٥). وكذلك أمر عيسى (ع) بالصّلاة ، وأمره أن يتّخذ (٦) المشرق قبلة ؛ وشهد (عيسى) لموسى (٧) بالصّدق والنّبوّة.
وإنّما فعلوا ذلك ، ليظهر (٨) المطيع من العاصى والضّال من المهتدى (١٠) والخاضع المنقاد (٩) من المتكبّر الباغي ، وليكون الثّواب والعقاب على حسب الطّاعة والمعصية ، كما قال الله عزوجل (١١) : (وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ) (١٢) فقد (١٣) دلّ (١٥) ذلك (على) أنّه امتحنهم ، ليعرف من يتّبع (١٦) الرّسول ممّن ينقلب على عقبيه (١٤). ثم قال : (وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ) أى انّ مخالفته (ص) لمن تقدّمه فى تغيير القبلة هى كبيرة منكرة عند من لا يعرف مراده ، (إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ) فعرفوا مغزاه فى ذلك ، وعلموا أنّه بحكمه. وقال جلّ ذكره (١٧) : ((وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَلكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) (١٨) ألا تراه يقول (١٩) : (لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ) أى يمتحنكم ؛ وحثّهم على عمل الخيرات ، فقال : (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ) (٢٠) فانّ مرجعكم إلى
__________________
(١) الزكوات : الزكاةB (٢) الصيام : + فى القبل C (٣) ـ عزوجل : ـ A (٤) ـ امره : امرC (٥) قبلة : ـ A (٦) ـ يتخذ : ـ A (٧) لموسى : الموسى B (٨) ـ ليظهر : ليطهرB (٩) من ... المنقاد : ـ B (١٠) المهتدى : المهتدين A (١١) ـ عزوجل : ـ A (١٢) ـ كنت : ـ A (١٣) فقد : وان كانت فقدB (١٤) فقد ... عقبيه : ـ A (١٥) ـ فقد دل : فقدرC (١٦) يتبع : تبع C (١٧) ـ جل ذكره : عزوجل A (١٨) آتيكم : آتكم B (١٩) ـ يقول : ـ B (٢٠) ـ فاستبقوا : استبقواC