لا يكرههم وأن يخيّرهم فى أمر دينهم ولا يجبرهم (١) عليه ليختاروا لانفسهم ، وأمرهم بطلب ما فيه نجاتهم من المعانى التى تحت شرائعهم الظّاهرة ، وحثّهم على ذلك على أحسن الوجوه بالإعذار والإنذار والموعظة الحسنة ، كقوله : «أطلبوا العلم ولو بالصّين» ، وقوله : «طلب العلم فريضة على كلّ مسلم».
فهذا ما دلّ عليه القرآن ، وكذلك هو (٢) فى سنّة النّبي. قال (٣) (ص) ، «أمرت أن أقاتل النّاس حتّى يقولوا لا إله الّا الله ، فاذا قالوها عصموا منّى (٤) دماءهم وأموالهم الّا بحقّها وحسابهم على الله.» ألا تراه يقول (٥) : أمرت أن أقاتل النّاس حتّى يقولوا (٦) لا إله إلّا الله ؛ فقاتلهم حتى قالوها وقبلوا شرائعها ثم خيّرهم بعد ذلك. كما روى أنّه سئل ، فقيل له : يا رسول الله ، من قال لا إله إلّا الله دخل الجنّة؟ فقال : نعم ، من عرف حدودها وأدّى حقوقها». فدلّ أن بعد هذه الشهادة وقبول شرائعها ، الأمر هو مفوّض إليهم فى معرفة حدودها وأداء حقوقها (٧) ، وحسابهم على الله ؛ لانّهم مخيّرون فى ذلك لا مجبرون. ومعرفة حدودها ، هى (٨) معرفة ما تحتها من المعانى ، وتحت الشّرائع المنوطة (٩) بها ؛ وأداء حقوقها ، هو القيام بظاهر شرائعها.
(٦) فهكذا (١٠) سبيل شرائع الأنبياء (ع) ، وبهذا نطق القرآن العظيم (١١) وسائر الكتب ، على حسب ما ذكرنا. ويجب أن يحكم فى ذلك بما ادّعوه (ع) لانفسهم ونطقت به كتبهم (١٢) ، ولا يحكم فى ظاهر ألفاظهم دون معانيها. فانّ من خالف
__________________
(١) ـ فى امر دينهم ولا يجبرهم : ـ C (٢) ـ هو : ـ A (٣) قال : ـ C (٤) ـ منى : حق A (٥) ـ يقول : يقل C (٦) يقولوا : يقول B (٧) ـ فدل ... اداء حقوقها : ـ B (٨) ـ هى : هوABC (٩) ـ المنوطة : النوطةA (١٠) ـ فهكذا : فهذاB (١١) العظيم : الكريم B (١٢) ـ كتبهم : وكتبهم A