وقال محمد بن عبد الكريم الشهرستاني (ت ٥٤٨ هـ) معلِّقاً على جمع الخلفاء للقرآن :
كيف لم يطلبوا جمع عليّ بن أبي طالب؟! أوَ ما كان أكتبَ من زيد بن ثابت؟ أو ما كان أعربَ من سعيد بن العاص؟! أو ما كان أقرب إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله من الجماعة؟! (١)
وقال الشيخ محمود أبو رية تحت عنوان (غريبةٌ توجِب الحَيرة) :
من أغرب الأُمور وممّا يدعو إلى الحيرة ، أنّهم لم يذكروا اسم عليٍّ عليهالسلام في مَن عُهِد إليهم بجمع القرآن وكتابته ، لا في عهد أبي بكرٍ ولا في عهد عثمان! ويذكرون غيره ممّن هم أقلُّ منه درجةً في العلم والفقه! فهل كان عليٌّ لا يُحسن شيئاً من هذا الأمر؟ أو كان من غير الموثوق بهم؟ أو ممّن لايصحّ استشارتهم أو إشراكهم في هذا الأمر؟
اللّهمّ إنّ العقل والمنطق ليَقضيان بأن يكون عليٌّ أوّل من يُعْهَد إليه بهذا الأمر ، وأعظم مَن يشارك فيه ، وذلك بما أُتيح له من صفاتٍ ومزايا لم تتهيّأ لغيره من بين الصحابة جميعاً؛ فقد ربّاه النبيّ على عينه ، وعاش زمناً طويلاً تحت كَنَفِه ، وشهد الوحيَ مِن أوّل نزوله إلى يوم انقطاعه ، بحيث لم يَنِدَّ عنه آية من آياته!
__________________
(١) مفاتيح الأسرار ومصابيح الأبرار ١ : ١٣.