حتّى أقْدِم عليه فيُقْرِئنيه ويقول لي : يا عليّ ، أنزَلَ اللهُ بعدك كذا وكذا ، وتأويله كذا وكذا ، فيعلّمني تنزيله وتأويله» (١).
نعم لقد علّم رسول الله صلىاللهعليهوآله الإمام عليّاً عليهالسلام شأن نزول الآيات ، فِيمَ نزلت؟ وأين نزلت ، وما جاء في تفسيرها وتأويلها؟ لأنّه خليفته ، وكان يعرف خفايا الأمور وروح الأحكام ، وهو ما أعطاء الله إياه ، فكان الإمام يعلن استعداده في إعطاء ما عرفه من العلوم للنّاس ، متى احتاجوا إليها.
كما كان في إرجاع رسول الله صلىاللهعليهوآله الناسَ إلى الإمام علي عليهالسلام ، له دلالة على لياقته وأفضليته على الآخرين ، وأنّ القرآن على ارتباط بالعترة منذ عصرالرسول حتى يوم القيامة.
فالسؤال هنا هو : إذا كان عليّ بن أبي طالب عليهالسلام بهذه المنزلة العلمية ـ وهوكذلك ـ فهل يُعقَل أن لايكون له مصحف مدوَّن ، وهو الواقف على التنزيل والتأويل ، والقائل بأنّه يعلم بنزول الآيات ، أهي نزلت بليل أم بنهار ، وفيم نَزَلَت ومتى نزلت؟ والمصرِّح بأنّه كتب كل آية أنزلها الله على محمّد بخطه مجرداً عن التفسير والتأويل مرةً ، ومعه مرةً أخرى؟
فإذا كان كذلك ـ وهوكذلك ـ فأين ذهب ماكتبه عليهالسلام بخطه ، هل فُقد؟ أم هو موجود عند أهل بيته؟ أو في المكتبات؟
__________________
(١) أمالي الطوسي : ٥٢٣ / ح ١١٥٨ ، وانظر : كتاب سُليم : ٣٣١ / ح ٣١ عن سليم بن قيس عن أمير المؤمنين وفيه : يحفظ عليَّ ما غبتُ عنه ...